الأحد 3 نوفمبر / November 2024

رغم التوترات.. اتفاق أميركي صيني لمعالجة أزمة المناخ

رغم التوترات.. اتفاق أميركي صيني لمعالجة أزمة المناخ

شارك القصة

من المتوقّع أن يعلن بايدن الأسبوع المقبل الأهداف الجديدة للولايات المتحدة على صعيد تخفيض انبعاثات الكربون
من المتوقّع أن يعلن بايدن الأسبوع المقبل الأهداف الجديدة للولايات المتحدة على صعيد تخفيض انبعاثات الكربون (غيتي)
تؤكد واشنطن وبكين تعزيز إجراءات كل منهما، وتعاونهما في الآليات المتعددة الأطراف، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس.

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية والصين، السبت، أنهما "تتعهدان بالتعاون" بشأن قضية تغير المناخ، وذلك في بيان مشترك صدر عقب زيارة المبعوث الأميركي جون كيري إلى شنغهاي.

وجاء في البيان المشترك الذي وقّعه كيري ونظيره الصيني شي شينهوا أن "الولايات المتحدة والصين تتعهدان بالتعاون مع بعضهما ومع دول أخرى لمعالجة أزمة المناخ التي يجب التعامل معها بالجدية والاستعجال الذي تتطلبه".

ويُفصّل البيان سبل التعاون المتعددة بين أكبر اقتصادين في العالم، اللذين يمثلان معًا ما يقرب من نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسؤولة عن تغير المناخ.

وتؤكد واشنطن وبكين في البيان "تعزيز إجراءات كل منهما، وتعاونهما في الآليات المتعددة الأطراف، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس".

الصين ترحب بتنسيق أكبر مع واشنطن

وشدّدت الصين، الجمعة، على وجوب أن تتحمّل الولايات المتحدة مزيدًا من الأعباء في ملف التغيّر المناخي، لكنّها رحّبت بتنسيق أكبر مع واشنطن بعد زيارة أجراها كيري، وفق الإعلام الرسمي.

وكيري، وزير خارجية أسبق عيّنه الرئيس الأميركي جو بايدن مبعوثًا لشؤون المناخ، وهو أول مسؤول في الإدارة الأميركية الجديدة يزور الصين، في مؤشر يحيي الآمال بإمكان قيام تعاون بين القوتين العظميين، على الرغم من التوترات الحادة القائمة بينهما على مستويات عدة.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ؛ قوله إن "الصين تعلّق أهمية على إقامة حوار وتنسيق مع الجانب الأميركي حول التغيّر المناخي".

وعقب محادثات عبر الفيديو مع كيري -الذي زار شنغهاي حيث التقى نظيره الصيني- قال هان إن "الصين ترحب بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ، وتتوقع أن يتقيّد الجانب الأميركي بالاتفاقية، وأن يتحمّل مسؤولياته، وأن يقدّم الإسهامات الواجبة"

إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونيينغ كانت أكثر انتقادًا على تويتر، إذ سلّطت الضوء على انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وقالت هوا إن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية "ليست مجيدة بأي شكل من الأشكال، بل أشبه بعودة متغيّب إلى الصف".

ولدى توليه سدة الرئاسة، قرر بايدن على الفور إعادة بلاده إلى الاتفاقية، وسيستضيف الأسبوع المقبل عبر الفيديو قمة عالمية حول المناخ.

وحضّت الولايات المتحدة على "عرض كيفية التعويض عن خسارة السنوات الأربع"، بما في ذلك الدفعات المالية المتوجّبة لـ"صندوق المناخ الأخضر" الذي يقدّم الدعم للدول الأكثر تضرّرًا من التغيّر المناخي.

ومن المتوقّع أن يعلن بايدن الأسبوع المقبل في إطار القمة الأهداف الجديدة للولايات المتحدة على صعيد تخفيض انبعاثات الكربون، وذلك في خضم تزايد القلق الدولي إزاء ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة وتزايد الكوارث الطبيعية.

ويشدد كيري وغيره من مسؤولي الإدارة الأميركية على ضرورة التعاون في ملف المناخ مع الصين التي تسجّل أعلى معدل لانبعاثات الكربون في العالم (نحو 30% من المعدّل العالمي).

وفي وقت سابق، اتفقت الصين والولايات المتحدة على "تشكيل" مجموعة عمل مشتركة معنية بتغير المناخ، في نتيجة قد تكون إيجابية لاجتماع رفيع المستوى اتسم بتبادل الانتقادات علنًا بشكل غير عادي، حسب تقرير لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية.

كما تبادل كبار الدبلوماسيين الصينيين والأميركيين الانتقادات الموجهة لسياسات كلّ منهم علانية؛ في بداية ما وصفته واشنطن بمحادثات "صعبة ومباشرة" جرت في ألاسكا شهر مارس/ آذار الماضي.

وتوترت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في السنوات الماضية، بسبب الخلافات حول التجارة ومعاملة الصين لأقلية الإيغور، وكذلك تصرفات الصين في تايوان وهونغ كونغ.

وتعهدت الصين بأن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2060، بينما من المتوقع أن تعلن إدارة بايدن عن هدف جديد لخفض الانبعاثات في قمة المناخ العالمية في 22 أبريل/ نيسان.

تابع القراءة
المصادر:
العربي / أ ف ب
Close