Skip to main content

رغم العقوبات.. رائد فضاء أميركي سيعود للأرض على متن مركبة روسية

الثلاثاء 15 مارس 2022

لن تمنع التوترات الجيوسياسية رائد فضاء أميركي واثنين من رواد الفضاء الروس من العودة معًا إلى الأرض كما هو مخطط هذا الشهر.

فمن المقرر عودة الأميركي مارك فاندي ورائدي الفضاء بيوتر دوبروف وأنتون شكابلروف إلى الوطن من محطة الفضاء الدولية على متن مركبة الفضاء الروسية سويوز في 30 مارس/ آذار الجاري. 

وتبقى هذه الخطة سارية، على الرغم من الضغط الذي فرضه الهجوم الروسي المستمر على أوكرانيا على شراكات روسيا في قطاع الفضاء.

مارك فاندي سيعود على متن سويوز

وأكّد جويل مونتالبانو، مدير برنامج محطة الفضاء الدولية التابعة لناسا، خلال مؤتمر صحافي أمس "أن مارك سيعود إلى المنزل على متن سويوز". وقال: "نحن على اتصال بزملائنا الروس وليس هناك غموض في ذلك". 

وأضاف مونتالبانو أن حدث 30 مارس/ آذار سيجري كما جرت العادة عند عودة سويوز في مرّات سابقة. وسيهبط فاندي ودوبروف وشكابليروف في سهوب كازاخستان. وسينتظر حوالي 20 موظفًا من ناسا هناك للمساعدة في تقييم حالة فاندي الجسدية، فقد أمضى ما يقرب من عام في الجاذبية الصغرى، والتي يمكن أن تكون قاسية جدًا على جسم الإنسان، وإعادته إلى هيوستن، حيث يتمركز برنامج الرحلات الفضائية البشرية التابع لناسا.

ودفع الهجوم الروسي على أوكرانيا الولايات المتحدة ودولا أخرى إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا. وقد شجبت روسيا ووكالة الفضاء الفيدرالية التابعة لها، "روسكوزموس"، تلك العقوبات وانسحبت من عدة شراكات طويلة الأمد ردًا على ذلك.

فقد أعلنت "روسكوزموس" أواخر الشهر الماضي أنها أوقفت إطلاق صواريخ "سويوز" روسية الصنع من ميناء الفضاء الأوروبي في غيانا الفرنسية.

وفي أوائل مارس/ آذر الجاري، قالت الوكالة إنها لن تبيع محركات الصواريخ الروسية لشركات أميركية. وأعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية دمتري روغوزين أن موسكو لن تزود الولايات المتحدة بعد الآن بمحركات للصواريخ الأميركية "أطلس" و"أنتاريس". وقال: "لندعهم يحلقون في الفضاء على مكانس".

العقوبات تهدد المحطة الدولية

وكان روغوزين قد أعلن السبت الماضي أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا قد تسبب سقوط محطة الفضاء الدولية، مطالبًا برفع هذه الإجراءات.

وقال روغوزين: إن "العقوبات ستؤدي إلى اضطراب تشغيل مركبات الفضاء الروسية التي تزود محطة الفضاء الدولية مما يؤثر على الجزء الروسي من المحطة الذي يسمح خصوصًا بتصحيح مدار البنية المدارية".

وأضاف أنه "قد يتسبب ذلك في نزول محطة الفضاء الدولية التي تزن 500 طن على البر أو في البحر".

وأوضح روغوزين الذي ينشر باستمرار رسائل دعم للجيش الروسي في أوكرانيا على شبكات التواصل الاجتماعي أن "الجزء الروسي يضمن تصحيح مدار المحطة بما في ذلك لتجنب قطع الحطام الفضائية".

ونشر رئيس "روسكوزموس" خريطة للعالم تظهر المكان المحتمل لسقوط المحطة، مؤكدًا أن روسيا آمنة إلى حد كبير. وأضاف: "لكن سكان البلدان الأخرى"، الذين وصفهم بــ"كلاب البحر"، "يجب أن يفكروا في ثمن العقوبات ضد روسكوزموس". ووصف الذين فرضوا الإجراءات الانتقامية بـ"المجانين".

ناسا تطمئن

دفع ذلك بمخاوف حول برنامج محطة الفضاء الدولية، التي تعتبر روسيا شريكًا رئيسيًا ومؤسسًا فيها. لكن مونتالبانو قال: "إن المختبر المداري يعمل كالمعتاد على الرغم من المشكلات على الأرض".

وأضاف: "نحن لا نرى أي تأثيرات لما يحدث من حولنا. نحن على علم بما يجري، لكننا قادرون على القيام بعملنا لمواصلة العمليات". 

كما اعتبر أن الهجوم الروسي لم يضر بالمعنويات أو الاحتراف بين رواد الفضاء السبعة الذين يعيشون حاليًا في المحطة، وهم أربعة أميركيين وروسيين وألماني.

وقال مونتالبانو: "إنهم يواصلون العمل، كما تعلمون، قبل كل شيء هذا عمل وليس هناك توترات مع الفريق. لقد تم تدريبهم للقيام بعمل ما وهم هناك يقومون بهذا العمل". 

كما شدد على أن محطة الفضاء الدولية وأنظمتها المختلفة صُممت لتكون شديدة الترابط، لذا لن يكون من السهل استبدال الوظائف التي يقوم بها الشريك الرئيسي، إذا اختار أحد المغادرة.

وأعلنت "روسكوزموس" في بداية مارس/ آذار الجاري نيتها إعطاء الأولوية لبناء أقمار اصطناعية عسكرية بسبب العزلة المتزايدة لروسيا بعد هجومها على أوكرانيا. 

وكانت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ذكرت في الأول من مارس/ آذار أنها تعمل من أجل إيجاد حلول لإبقاء المحطة في المدار من دون مساعدة روسية.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة