أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أن بلاده ستبدأ في إطلاق أكثر من مليون طن متري من المياه المشعة المعالجة، من محطة فوكوشيما المنكوبة للطاقة النووية يوم الخميس المقبل.
وأكد كيشيدا في حديث صحفي اليوم الثلاثاء، أن حكومته اتخذت كل تدابير السلامة في هذا الشأن، لتشرع بذلك في تنفيذ خطة أثارت انتقادات حادة من الصين.
وصرّح رئيس الوزراء الياباني: "أكّدنا أننا على استعداد لاتخاذ التدابير اللازمة لضمان السلامة، لذا نطلب من شركة تيبكو الاستعداد سريعًا للشروع في تصريف المياه وفقًا للخطة المعتمدة من هيئة الرقابة النووية يوم 24 أغسطس/ آب إذا سمحت الظروف الجوية والبحرية بذلك".
الضوء الأخضر الدولي
ومن طوكيو، يوضح مراسل "العربي" هشام الرجباني أن مجلس الوزراء الياباني والمعنيون بملف تصريف مياه محطة فوكوشيما، اجتمعوا صباح اليوم لوضع التفاصيل النهائية للبدء في تنفيذ الخطة.
ويقول الرجباني إن كل ذلك جاء بعد تمهيدات وتحضيرات مطولة من رئيس الوزراء والحكومة، حيث حاولت السلطات كسب تفهم قادة الدول في هذه المسألة وآخرها كان خلال القمة الثلاثية بين أميركا وكوريا الجنوبية واليابان.
كما سبق وأعطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي وكالة الأمم المتحدة التي تعنى بالطاقة النووية، الضوء الأخضر للخطة في يوليو/ تموز وقالت إنها تستوفي المعايير الدولية وأن تأثيرها على الأفراد والبيئة "يكاد لا يذكر".
كذلك، زار كيشيدا يوم الأحد الفائت محطة فوكوشيما حيث تفقد عملية السلامة، قبل أن يجتمع مع قادة التعاونيات المحلية للصيد السمكي لطمأنتهم حول أمان الخطة وعدم تأثيرها على قطاع الصيد السمكي، بحسب مراسلنا.
تنقية المياه
كما تؤكد اليابان أنه سيتم تنقية المياه لإزالة معظم العناصر المشعة باستثناء التريتيوم، وهو نظير للهيدروجين يصعب فصله عن الماء.
وسيجري تخفيف المياه المعالجة إلى مستويات أقل بكثير من مستويات التريتيوم المسموح بها دوليًا، قبل تصريفها في المحيط الهادئ.
في هذا الصدد، يتحدث مراسل "العربي" من طوكيو عن أن كمية المياه التي جمعت استخدمت في تبريد الوقود المنصهر من المفاعلات النووية التي انفجرت خلال الكارثة.
ويردف: "كميات المياه هذه تكاد تصل إلى أقصى درجة استيعاب للمخازن والصهاريج الموجودة في محيط المحطة، وبحسب الخطة لن يكون هناك بديل لتصريف هذه المياه التي كانت تعتبر ملوّثة، لا سيما وأنها اختلطت أيضًا بمياه الأمطار والمياه الجوفية ما زاد من كميتها".
تحفظ صيني
رغم ذلك، اتّهمت الصين اليوم الثلاثاء جارتها اليابان بالتخطيط لـ"تصريف مياه ملوثة نوويًا بصورة تعسفية" في البحر.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين الذي أكد على أن "المحيط ملكٌ عام لجميع البشر وليس مكانًا لليابان كي تصّرف فيه بصورة تعسّفية مياهاً ملوّثة نوويًا".
كذلك أكد وين بين أنّ بلاده ستتّخذ "الإجراءات الضرورية لضمان البيئة البحرية وسلامة الغذاء والصحّة العامة".