أكّد وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، اليوم الخميس، أن منطق استخدام القوة دفع بلاده إلى التفكير في تعزيز قدراتها العسكرية وهذا ما قادها لتقديم طلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأوضح هافيستور في مقابلة خاصة مع "العربي" أن مشاركة بلاده في مناورات حلف شمال الأطلسي تهدف إلى "الحماية من أي تهديدات متوقعة"، مشيرًا إلى أن ملف الانضمام إلى الناتو لاقى دعمًا من مختلف الدول في الاتحاد الأوروبي.
مساندة واسعة لطلب الانضمام للناتو
ولفت إلى أنّ بلاده تقدمت بطلب الانضمام إلى حلف الناتو إلى جانب السويد بعد قرار الخروج عن الحياد في ضوء التهديدات غير المتوقعة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
وأشار إلى مساندة كل من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا لمسألة انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، وذلك بعد "التنقيحات" التي أدخلت على "الناتو".
وأكّد أن فنلندا ستشارك في قمة الناتو المرتقبة في العاصمة الإسبانية مدريد، إضافة إلى مشاركة السويد، مشيرًا إلى أنّ هذا الاجتماع سيشهد حوارًا موسعًا بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي على الرغم من اعتراض تركيا على ذلك.
المخاوف التركية
وبالنسبة إلى الاعتراض التركي، لفت وزير الخارجية الفنلندي إلى أنّ المفاوضات مع تركيا "تعتمد على الحوار العميق وسنقدم التطمينات" بشأن المخاوف التركية حول مسألة "احتضان جماعات إرهابية" في كل من فنلندا والسويد.
وكشف أن بلاده شاركت مع حلف شمال الأطلسي "في مهمات قتالية سابقة خاصة بما يتعلق بمكافحة الإرهاب ضد تنظيم الدولة في العديد من الأماكن".
وأبدى وزير الخارجية الفنلندي "تفاؤله" بمسار انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي، مؤكدًا أن هلنسكي تنتظر نتائج اجتماع مدريد المرتقب.
"علاقات مميزة" مع أنقرة
وأفاد الوزير الفنلندي بأن لدى بلاده "علاقات متميزة" مع تركيا، وأنها تشارك مع أنقرة في "جهود السلام بالنزاع الروسي الأوكراني"، لكنه يقول إنّ فنلندا "تفاجأت" من بعض التحفظات التركية على مسألة انضمامها إلى "الناتو".
وأكّد أن الدبلوماسية الفنلندية سعت إلى "توضيح الموقف وتبديد المخاوف التركية" ولا سيّما بعد عقد لقاءات ثلاثية جمعت فنلندا وتركيا والسويد.
"دول تجري مقابلات مع إرهابيين".. #أردوغان يتمسك برفض انضمام #السويد و #فنلندا إلى #الناتو تقرير: هاني عدس pic.twitter.com/lCV2YrDf43
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 9, 2022
مسار الأزمة
والإثنين الماضي، كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن مفاوضات بلاده بشأن طلب فنلندا والسويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي ومخاوف أنقرة بهذا الصدد مستمرة.
وأكد المسؤول التركي حينها أن المفاوضات بهذا الخصوص ستتواصل وأن قمة الناتو المرتقبة في مدريد يومي 29-30 يونيو/ حزيران ليست الموعد النهائي لحسمها.
وتقدمت السويد وفنلندا بطلب للانضمام إلى "الناتو" يوم 18 مايو/ أيار على أمل استكمال العملية في أقرب وقت ممكن.
وكان أمين عام حلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ قد أعرب عن أمله في إمكانية إعطاء الضوء الأخضر الضروري لفنلندا والسويد خلال قمة مدريد.
وتبرر أنقرة موقفها بأنها أولًا تريد تجنب الخطأ الذي ارتكب سابقًا بانضمام اليونان، وثانيها باتهام البلدين بإيواء "إرهابيين" من حزب العمال الكردستاني، وثالثها جنوح سياستها للوساطة بين موسكو وكييف.