رغم غياب رواتب المعلمين.. المدارس تفتح أبوابها في صنعاء
دشن العام الدراسي الجديد في صنعاء وعموم مناطق سيطرة أنصار الله الحوثيين في اليمن، وسط تحديات كثيرة، أبرزها استمرار انقطاع مرتبات المعلمين في تلك المناطق.
ومع بدء العام الدراسي الجديد في مناطق سيطرة أنصار الله الحوثيين، عاد المعلّم عبد اللطيف ليؤدي مهمته رغم انقطاع مرتبه منذ ثماني سنوات، فكلّ حرصه وزملائه، كما يقول، ألّا يحرم التلاميذ من التعليم.
وفي حديث إلى مراسل "التلفزيون العربي"، يقول المعلم عبد اللطيف الشبامي: "المعلم يمرّ بظروف صعبة ولكن نحن إن شاء الله رغم هذه الظروف لن نتوانى ولن نوقف التعليم لأجل ألا يحرم الطلاب من التعليم".
نظام الحوافز بديلًا للمرتبات
فعلى مدار السنوات الماضية، تستعيض الجهات المعنية عن توقُّف المرتّبات بنظام الحوافز البسيطة للمعلمين واعتماد المشاركة المجتمعية الرمزية التي يدفعها أولياء الأمور شهريًا، وتقدّر بنحو ألف ريال، أي ما يعادل دولارين عن كل طالب، لضمان توفير جزء بسيط من متطلّبات العملية التعليمية.
ويشير مدير ثانوية الكويت الحكومية، محمد شمس الدين، إلى أن "المشاركة المجتمعية ليست إلا جزء بسيط كالمواصلات التي يمكن للمعلم استخدامها للوصول إلى المدرسة. بالإضافة إلى ذلك، نحن نستخدم أسلوب التنسيق داخل المدرسة حيث نمنح المعلم وقتًا يتناسب مع نصاب الحصص، ثم يمكنه الذهاب إذا كان لديه عمل آخر".
التعليم واجب ديني
وقد حقّقت هذه الخطط نجاحًا جزئيًا، لكنّ الجهات المعنية ترى أنّ العامل الأهم هو قناعة المعلمين والقائمين على العملية التعليمية، بأنّها واجب ديني ووطني قبل كل شيء.
من جهته، يعتبر مدير الإعلام التربوي والقناة التعليمية بأمانة العاصمة صنعاء ناصر الهجري "أن انقطاع المرتبات لا يعني ألا تستمر العملية التعليمية، فمن حق أبناءنا الطلاب أن يتعلموا ومن حقنا على وطننا كواجب ديني ووطني أن تستمر العملية التعليمية وألا يجهل هذا الجيل".
ولا شك في أن هذا الجيل يدفع ثمنًا باهظًا للحرب وتبعاتها، لكنّه ما يزال يسجّل إقبالًا مكثّفًا في مختلف المراحل التعليمية.