أكد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت، عدم مشاركته في المحادثات التي جرت في سويسرا برعاية أميركية لوقف الحرب في السودان مع قوات الدعم السريع، مشددًا في الوقت ذاته على أنه لن يسمح كذلك بتوسعة "منبر جدة" التفاوضي.
وقال البرهان في لقاء مع الصحافيين في مدينة بورتسودان في شمال البلاد، "لن نذهب إلى جنيف وليس لنا علاقة بها"، مضيفًا: "سنحارب مئة عام"، في إشارة إلى الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من 16 شهرًا.
البرهان: لن نذهب إلى جنيف
وتحت رعاية واشنطن والرياض، استضافت مدينة جدة غربي السعودية، منذ 6 مايو/ أيار 2023، محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
فيما احتضنت جنيف بين يومي 14 و23 أغسطس/ آب الجاري، محادثات أخرى حول السودان غاب عنها وفد الجيش، وحضرها وفد "الدعم السريع"، بمعية وفود من السعودية ومصر والولايات المتحدة وسويسرا والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
وقال البرهان، خلال المؤتمر الصحفي: "مجموعة جنيف أشادت بالدعم السريع، ونحن لا نقبل بالجلوس في مكان يشاد فيه بهذه الميليشيا ولن نجلس أو نجتمع معها".
وأضاف: "جنيف هذه لا نريدها، وليس لدينا رغبة في الذهاب إليها، ولن نذهب إليها".
وأوضح البرهان أن اعتراض الجيش على المشاركة كان مدفوعًا بـ"رغبة أميركية بأن نرسل وفدًا من الجيش وليس من الحكومة"، وأردف: "نعمل على تشكيل حكومة مرحلية لقيادة الفترة الانتقالية".
واندلعت المعارك منتصف أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش بقيادة البرهان، وهو أيضًا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو.
والجمعة، انتهت محادثات في سويسرا دعت إليها الولايات المتحدة وبدأت في 14 أغسطس/ آب بشأن وقف الحرب في السودان، من دون اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن الطرفين المتحاربين التزما ضمان الوصول الآمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرين رئيسيين.
"تصعيد العنف"
وشاركت قوات الدعم السريع في المباحثات، في حين اعترض الجيش السوداني على صيغتها. لكن المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو أكد أن الوسطاء كانوا على اتصال منتظم مع الجيش عبر الهاتف.
وفي هذا السياق، كتب بيرييلو عبر حسابه على منصة إكس الجمعة: "في الوقت الذي نركز في سويسرا على إنقاذ الأرواح، نشعر بالفزع لرؤية تصعيد العنف من جانب قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية".
وأضاف المبعوث الأميركي أن العنف هذا الأسبوع "أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني" في عدة مدن بينها الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
ودعا بيرييلو الطرفين إلى "الوفاء بجميع التزاماتهما بموجب إعلان جدة".
وأوقعت الحرب في السودان عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، وأرغم النزاع نحو 11 مليون سوداني على النزوح سواء داخليًا أو إلى خارج البلاد بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
ويواجه نحو 25 مليون سوداني، أي أكثر من نصف عدد السكان، "انعدامًا حادًا للأمن الغذائي" وفق ما أفاد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة في يونيو/ حزيران الفائت.