في وسط مدينة الخليل الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة تعمل 16 ماكينة نسيج بكامل طاقتها في مصنع حرباوي لنسيج الكوفية، وهو المصنع الوحيد في الضفة الذي ينتج الكوفية الفلسطينية بألوان مختلفة منذ أكثر من 60 عامًا.
وتُصنع الكوفية بأيد محلية فلسطينية، حيث يأتي الخام من أجود أنواع الخيط الهندي، ويجري التركيز على الكوفية البيضاء والسوداء الفاتحة، لكن ذلك لا يمنع من اتباع الموضة في صناعة الكوفية.
وتعد الكوفية رمزًا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، فهي التي لبسها الثوار منذ عام 1936، وما تزال تراثًا فلسطينيًا يجري التمسك به جيلًا بعد جيل.
رمز للفعل الفدائي
وفي هذا الإطار، قال الباحث في التراث الفلسطيني حمزة العقرباوي: إن الكوفية هي رمز للفعل الفدائي والتشبّث والتعلق بالأرض والجذور، وهي امتداد لما يرتديه العربي على رأسه وتقيه من الحر والبرد، لكنه في السياق الفلسطيني، تحول دورها إلى فعل متصل بالهوية وبالمقاومة ورفض الاستعمار والظلم.
وأضاف العقرباوي في حديث إلى "العربي" من غزة، أنه منذ مئة عام تقريبًا بدأ ذلك، في ثورة عام 1936 عندما كان الإنكليز يطاردون كل من يرتدي الكوفية داخل المدن باعتبار أن من يلبسها هو من يطلق النار على الجنود والثكنات.
"كوفيتي هويتي".. جدل واسع في #غزة، بعد اتهام حـ.ـمـ.اس بمنع ارتداء الكوفية الفلسطينية في جامعة الأزهر@AnaAlarabytv pic.twitter.com/vq2HV7Thog
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 22, 2021
رفض الظلم
ونوه العقرباوي إلى أن لبس الكوفية يتعزز مع العمل الفدائي، وتشير إلى الرمز الفلسطيني الرافض للاحتلال والمتمسك بقضايا بلده ووطنه.
وبيّن الباحث، أن تسمية الكوفية يقال إنه نسبة إلى الكوفة وهي عبارة عن غطاء الرأس التي كان يلبسها العرب قديمًا، ولذلك هناك ألوان مختلفة لها، وهي إلى اليوم رغم الموضة والحداثة تشير إلى رفض الظلم في العالم.
واعتبر العقرباوي، أن الرموز التي تعبر عن الشعوب تنتقل من جيل إلى آخر وتتطور مع الثقافات لتصل إلى ميادين فنية أخرى، ولذلك حاليًا من خلال الموضة المتطورة قد تعتبر الكوفية "أكسسوارًا" مهمًا يعبر عن عدالة القضية الفلسطينية.
وختم بالقول: "إن المعركة مع الاحتلال مفتوحة ولذلك يجري توزيع الكوفية في كل مكان يذهب له الفلسطيني للتأكيد على حضور القضية الفلسطينية من خلال الاهتمام بالرموز".