روايات متشابهة لغرض واحد.. إسرائيل تستنسخ تجربة أميركا خلال غزو العراق
أعادت تصريحات الاحتلال الإسرائيلي عن مستشفى الشفاء تذكير العالم بمشاهد حدثت في العراق. فرغم مرور نحو 20 عامًا على غزو العراق إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يبدو أنه يستنسخ التجربة الأميركية من جديد في عدوانه على قطاع غزة
فقد روّجت إسرائيل لأضاليل وحاولت خداع العالم عبر الادعاء أن "حماس تستخدم مستشفى الشفاء لإدارة عملياتها العسكرية"، وهي رواية لجأت إليها الولايات المتحدة من قبل في أثناء غزوها للعراق.
روايات متشابهة
في التفاصيل، فقد زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري بتاريخ 27 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، وجود معلومات استخباراتية تؤكّد أن حركة "حماس" تستخدم المستشفيات "بنية تحتية للعمليات الإرهابية".
واتّهم هاغاري "حماس" بتحويل المستشفيات في قطاع غزة إلى مراكز عسكرية "لقيادة وسيطرة واختباء إرهابييها وقادتها"، أبرزها في مستشفى الشفاء بحسب ادعاءاته.
قبل ذلك بـ 20 عامًا بررت الولايات المتحدة هجومها على المناطق المدنية في بغداد حينها بوجود مسلحين متحصنين بها، على رأسها مطار صدام حسين.
إذ ظهر الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش في خطاب لأمته صرّح فيه أن "صدام حسين وضع قوات عراقية وعتادًا في مناطق مدنية، محاولاً استخدام رجال ونساء وأطفال أبرياء، دروعًا لقواته العسكرية".
وتابع الرئيس الأميركي السابق في خطابه بتاريخ 13 مارس/ آذار 2003 قائلًا: "إنها ممارسة وحشية أخيرة يقوم بها ضد شعبه".
الغرض واحد
وتتعدد الروايات والتصريحات المتشابهة بين تل أبيب وواشنطن إلا أن الغرض منها على مر السنين بقي واحدًا.
وفي مثال آخر، قال رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة الأخير إلى تل أبيب: "حماس تسعى لرفع عدد الضحايا المدنيين، وكل يوم يرتكبون جريمة حرب مضاعفة وهي استهداف مدنيين إسرائيليين والاختباء خلف مدنييهم من خلال الاندماج بين السكان واستخدامهم دروعًا بشرية".
وعام 2003، خاطب وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد الصحفيين قائلًا: إن قوات صدام حسين "قامت بالفعل بنشر فرق الموت في المدن العراقية لترويع المدنيين ومحاولة منعهم من الترحيب بقوات التحالف".
وتابع حينها حاثًا "الشعب العراقي الذي يتعرض للتهديد في المدن، على محاولة تذكر وجوه وأسماء فرق الموت".
أما يوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، فقد قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قواته تنّفذ "عملية دقيقة ومحددة ضد حماس في مناطق محددة في مستشفى الشفاء استنادًا إلى معلومات استخباراتية وضرورة عملياتية".
وبالعودة إلى 4 أبريل/ نيسان 2003، أعلن قائد كتيبة بالجيش الأميركي المقدم سكوت روتر أن القوات الأميركية "احتلّت مطار بغداد الدولي بشكل أساسي".
بينما صرّح مدير عمليات القيادة المركزية الأميركية اللواء جين رينوارت بعدها بيوم قائلًا: "يمنحنا المطار مساحة كبيرة إلى حد ما للعمل منه، وأعتقد أننا سنواصل العمل من هذا المجال سواء جعلناه قاعدة رئيسية للعمليات أم لا، سيحدد الوقت ذلك".
"الأدلة"
إلى جانب التصريحات، تتشابه أيضًا بين غزو العراق والحرب على قطاع غزة التأكيدات على حصول الطرفين على معلومات استخباراتية وصور وأدلة ملموسة تبرر العمليات العسكرية على الأرض
فقد استعرض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الشهر الفائت صورة عليها علامات حمراء، زاعمًا إنها "لمبانٍ ذات صلة بحماس".
ويبدو أن المتحدث استنسخ هذه الادعاءات من تصريح لكولن باول وزير الخارجية الأميركي الأسبق عام 2003 قال فيه: إن "الحقائق بشأن سلوك العراق تدلّ أن صدام حسين ونظامه يُخفون جهودهم لإنتاج كميات أكبر من أسلحة الدمار الشامل".
وتابع حينها باول: "زملائي، كل تصريح أدلي به اليوم مدعوم بمصادر، مصادر قوية. هذه ليست تأكيدات. نقدم لكم حقائق واستنتاجات تستند إلى معلومات استخبارية قوية ".