الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

زلزال تركيا وسوريا.. أكثر من 16 ألف قتيل ومرحلة حاسمة لعمليات الإنقاذ

زلزال تركيا وسوريا.. أكثر من 16 ألف قتيل ومرحلة حاسمة لعمليات الإنقاذ

شارك القصة

رصد مراسل "العربي" الصعوبات التي تواجهها فرق الإنقاذ في مدينة حارم السورية (الصورة: غيتي)
وصل عدد ضحايا الزلزال المدمّر في تركيا إلى إلى 12873، وفي سوريا إلى 3042، في وقت قدّرت منظمة الصحة العالمية عدد المتضررين من الزلزال بـ23 مليونًا.

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير/ شباط الحالي، إلى نحو 16 ألف قتيل وأكثر من 68 ألف مصاب، في وقت دخلت عمليات الإنقاذ مراحل حاسمة يتضاءل فيها الأمل بالعثور على ناجين مع مرور يومين على الكارثة.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) قولها إن حصيلة القتلى في جنوب شرقي تركيا ارتفعت إلى 12873 قتيلٍ، والمصابين إلى 62937 جريحٍ، مشيرة إلى أن عمليات البحث والإنقاذ مستمرة.

أما في سوريا، فارتفع عدد ضحايا الزلزال إلى 3042، كما بلغ عدد المصابين 5635.

وتخشى منظمة الصحة العالمية من أن يصل عدد الضحايا إلى 20 ألف قتيل، وقد قدّرت عدد المتضررين من الزلزال بـ23 مليونًا.

بحث وسط الثلوج والركام في ولاية هاتاي التركية
يتسلقون بقايا ركام بحثًا عن الناجين في غازي عنتاب
إدلب تحت الأنقاض ليلًا
الثلوج تغمر بقايا مبنى في مالاتاي التركية فجر اليوم
ما تبقى له في سوريا
ناج من جندريس السورية
أسر تشاهد بقايا بيوتها في هاتاي
طفل يخرج من تحت الركام في إدلب

ساعات حاسمة

وفي أجواء البرد القارس، يواصل عناصر الإغاثة سباقهم مع الزمن لمحاولة إنقاذ ناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، وتلته هزات ارتدادية. ويعقّد سوء الأحوال الجوية عمليات الإنقاذ.

وذكرت "آفاد" أن نحو 100 ألف من عناصر البحث والإنقاذ يعملون في المناطق المنكوبة، حيث بلغ عدد المباني المنهارة 6444 مبنى.

وقال رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كينيك، إن الساعات المقبلة حاسمة في إنقاذ المحاصرين بين الأنقاض.

وفي محافظة هاتاي التركية (جنوب) التي تضررت بشدة من الزلزال، لحق بمدينة أنطاكية دمار هائل، وغرقت في سحابة كثيفة من الغبار بسبب الآليات العاملة في إزالة الأنقاض.

ويقول السكان: "أنطاكية انتهت". وعلى مد النظر، مبان منهارة كليًا أو جزئيًا. وحتى تلك الصامدة تبدو متصدعة، ولا يجرؤ أحد على البقاء فيها.

ولم تصل أي مساعدة أو عمال إنقاذ الثلاثاء إلى مدينة كهرمان مرعش، المدمرة والمغطاة بالثلوج ويزيد عدد سكانها عن مليون نسمة.

وفي أديامان وهي مدينة أخرى في جنوب تركيا، لا يوجد حتى الآن عناصر إنقاذ أو معدّات في بعض المناطق المنكوبة، وفقًا لمصوري وكالة "فرانس برس". ويبذل المتطوّعون قصارى جهدهم.

ومنذ الثلاثاء، بدأت المساعدات الدولية بالوصول إلى تركيا، حيث تم إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في المحافظات العشر المتضررة من الزلزال.

عزلة في سوريا

أما في سوريا، فارتفع عدد ضحايا الزلزال إلى 3042 قتيلًا، كما بلغ عدد المصابين 5635.

وقالت فرق الدفاع المدني في شمال سوريا، المعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، إن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، في ظل صعوبات في الوصول إلى بعض المناطق المنكوبة ونقص الإمكانات والمعدات الثقيلة وبرودة الطقس.

وأشار الدفاع المدني إلى أن أكثر من 375 مبنى انهار كليًا، وأكثر من 1200 مبنى انهار جزئيًا، كما تصدّعت آلاف المباني الأخرى.

وفي المناطق السورية التي لم تصلها مساعدات، يشعر الناجون بالعزلة.

في جنديريس، الخاضعة لفصائل المعارضة في سوريا، قال حسن، وهو أحد السكان الذي فضّل عدم الكشف عن هويته: "حتى المباني التي لم تتعرض للانهيار، أصيبت بأضرار بالغة".

وأضاف: "هناك ما بين 400 و500 شخص عالقون تحت كل مبنى منهار، بينما يحاول عشرة أشخاص فقط إخراجهم. ولا توجد معدات".

وفي قرية بسنايا على الحدود مع تركيا، كان مالك إبراهيم يزيل الأنقاض بحثًا عن ثلاثين فردًا من عائلته، مدفونين جميعًا تحت الأنقاض. وتمكّن من انتشال عشر جثث.

وقال الرجل البالغ 40 عامًا، والذي لجأ إلى إدلب قبل سنوات بسبب الحرب: "ما زال هناك عشرون شخصًا تحت الأنقاض. ليس لدي كلمات، إنها كارثة. ذكرياتنا مدفونة معهم. نحن شعب منكوب بكل معنى الكلمة".

من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنّه في هذه الظروف، "بإمكان تركيا وسوريا الاعتماد على الاتحاد الأوروبي"، معلنة استضافة مؤتمر للمانحين مطلع مارس/ آذار في بروكسل لجمع مساعدات دولية للدولتين.

وقال المنسّق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "ندائي هو... ضعوا السياسة جانبًا ودعونا نقوم بعملنا الإنساني"، مشدّدًا على أنه "لا يمكننا تحمّل الانتظار والتفاوض. في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قُضي الأمر".

وفي المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، ناشدت منظمة "الخوذ البيضاء" المجتمع الدولي إرسال مساعدات.

وقال المتحدث الإعلامي باسم المنظمة محمّد الشبلي لوكالة فرانس برس: "هناك أناس يموتون كل ثانية تحت الأنقاض".

وفي حلب الخاضعة للسلطات الحكومية، تمكن جنود روس ليل الثلاثاء-الأربعاء من إخراج رجل كان عالقًا تحت الأنقاض. 

ووفقًا للجيش الروسي، أنقذ جنوده الذين يشارك 300 منهم في عمليات الإنقاذ، 42 شخصًا منذ وقوع الزلزال.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close