أجرى رئيس جنوب السودان سالفا كير ميارديت الأحد مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في إطار زيارة رسمية يقوم بها إلى مصر تستغرق يومين.
واتفق الطرفان خلال اللقاء على دورية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين في الفترة المقبلة.
وتشير زيارة سالفا كير إلى القاهرة إلى الدوافع والتوقعات، حيث تبحث مصر في تعزيز أمنها المائي وملفات أخرى لا تقل أهمية.
أما جوبا فلها شواغل دولة ما زالت في طور التأسيس وتبحث عن فرص استقرارها وتلبية طموحات أمة أضنتها الحروب.
وتطرقت المباحثات بين القاهرة وجوبا إلى مختلف الجوانب ذات الصلة المتعلقة بموضوعات مياه النيل والتنسيق القائم والمستمر بين البلدين في هذا الشأن، حسب ما أكد السيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع سالفا كير.
وقال السيسي: إنه استعرض التطورات الجارية على صعيد سد النهضة، حيث تم "التأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك استنادًا إلى قواعد القانون الدولي".
العلاقات بين الطرفين
وأضحى وصف "التقارب" في العلاقات المصرية مع جنوب السودان هو الوصف الأدق للمشهد الدبلوماسي القائم بينهما رغم ما يعكر صفو الأجواء أحيانًا، لكن يظللها التفاهم وغلبة المصالح.
وتبحث الدبلوماسية المصرية عن تحالفات تعيد من خلالها ترتيب أوراق أزمة السد، حيث أن جنوب السودان ضمن 11 دولة تمثل دول حوض النيل، 6 منها قامت بالتوقيع على اتفاقية عنتيبي في أوغندا عام 2010.
واتفاقية عنتيبي تنهي الحصص التاريخية لمصر والسودان في مياه النيل، حيث رفضتها القاهرة والخرطوم. وتأتي أهمية جنوب السودان بالنسبة إلى مصر من واقع عدم توقعيها على الاتفاقية.
وتواجه دولة جنوب السودان تحديات البقاء، حيث لم تنتظر طويلًا حتى تلحق بقطار التحالفات الاستراتيجية بخاصة وأن لديها أوراقًا إن أحسنت استغلالها.
زيارة "مهمة" لسلفاكير
وفي هذا الإطار، ترى أستاذة العلوم السياسية نجلاء مرعي أن توقيت زيارة سالفا كير إلى القاهرة يعد "مهمًا" نظرًا إلى أنها تأتي في ظل الفعاليات المستمرة بين البلدين بعد اجتماع اللجنة العليا المشتركة، وزيارة السيسي "التاريخية" إلى جوبا.
وتشير في حديث إلى "العربي" من القاهرة إلى أن الزيارة تأتي في سياق دعم مصر المستمر لجنوب السودان في المجالات كافة، بالإضافة إلى بحث مسألة سد النهضة ودعم جوبا في الاستحقاقات الخاصة باتفاق السلام.
كما تلفت إلى مناقشة دعم القاهرة لجنوب السودان على صعيد جائحة كورونا والأزمة الغذائية الحالية ومخاطر الفيضانات.
وتعتبر أستاذة العلوم السياسية أن الزيارة تؤكد استمرار القاهرة في دعم جوبا بالمحافل الدولية وانعكاس ذلك الأمر على الأمن القومي المصري.
بحث أوجه التعاون
وفي سياق متصل، ترى مرعي أن المباحثات تناولت أمرين أولهما الحديث عن مجالات التعاون الاقتصادية والسياسية والعسكرية المشتركة بين الطرفين.
أما النقطة الثانية في التعاون بين الطرفين، وفق مرعي، فهي تكمن في التعاون الإقليمي على صعيد سد النهضة ومفاوضاتها المتوقفة مع إثيوبيا، مشيرة إلى أن الحديث الأبرز في الزيارة كان حول قضية السد والتأكيد على الموقف المصري حول "ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم وقانون ضمن الإعلان الصادر عن مجلس الأمن في سبتمبر/ أيلول الماضي".
وتشير كذلك إلى أن الحديث تناول "ما يحدث في شرق أفريقيا والسودان والنزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا".
وتلفت إلى أن "عدم توقيع جنوب السودان على اتفاقية عنتيبي وضع مرونة في العلاقات بين البلدين وجعلها ترتقي إلى مرتبة القضايا المشتركة والاستراتيجية".