قبل شهر من الانتخابات الرئاسية، تبادل المرشح الجمهوري دونالد ترمب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، الاتهامات بـ"عدم الكفاءة" و"الكذب".
وخلال حلولها ضيفة على البودكاست الشهير "Call Her Daddy"، كرّرت نائبة الرئيس الديموقراطية تنديدها بالعنف ضد المرأة ودافعت عن الحق في الإجهاض، مشيرة إلى "أكاذيب" ترمب الذي اتهمها بأنها تؤيد "إعدام أطفال" في الشهر الثامن أو التاسع من الحمل.
وقالت هاريس: "إنه أمر غير دقيق ومهين بشكل فاضح أن يوحي بأن هذا يحدث وبأن نساءً يفعلن ذلك"، مشددة على أن تصريحات "هذا الرجل مليئة بالأكاذيب".
وفيما حاول المرشح الجمهوري مرارًا تصوير نفسه على أنه "حامي" النساء خلال حملته الانتخابية، أشارت هاريس إلى أن "هذا هو الرجل نفسه الذي قال إنه يجب معاقبة النساء لأنهن أجهضن".
ويشكل الإجهاض إحدى القضايا الرئيسة في الحملة الانتخابية، والتي يأمل الديموقراطيون في الاستفادة منها، بينما يحاول الرئيس السابق تجنب اتخاذ موقف واضح، مدافعًا عن أن الأمر يجب أن يكون متروكًا للولايات لاتخاذ القرار.
ماراثون إعلامي
وتواجه هاريس ترمب في الانتخابات الرئاسية يوم الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، في سباق تشير استطلاعات الرأي إلى أنه متقارب.
ويمثل هذا البودكاست المرحلة الأولى من ماراثون إعلامي سيشهد ظهور هاريس على مدار الأسبوع في مختلف البرامج التلفزيونية والإذاعية في أوقات الذروة، بخاصة البرامج المسائية مثل "ذا هوارد ستيرن شو" و"ذا ليت شو مع ستيفن كولبير".
من جهته، توجّه ترمب للمرة الرابعة إلى ويسكونسن (شمال)، إحدى الولايات الرئيسة، لعقد تجمع في مدينة جونو الصغيرة، وتطرق إلى مواضيع حملته المعتادة، من السيطرة على الهجرة إلى الحد من التضخم، متهمًا منافسته مجددًا بأنها تريد اتباع سياسة "شيوعية".
لكن الرئيس السابق ذهب أبعد من ذلك، واصفًا هاريس بأنها "غير كفؤة بشكل صارخ"، وضرب مثالًا على ذلك عدم استجابة الحكومة الفدرالية، على حد قوله، لمساعدة سكان جنوب شرق الولايات المتحدة الذين تضرروا بشدة من إعصار هيلين.
وقال ترمب إن هاريس "تريد سرقة ثروتكم والتخلي عنكم وعن عائلاتكم".
وأمام مئات الأشخاص، ذكّر المرشح الجمهوري بأن باب التصويت المبكر مفتوح في ويسكونسن، قائلًا "أطلب منكم شيئًا واحدًا فقط، اخرجوا وصوّتوا".
وخسر ترمب ولاية ويسكونسن عام 2020 أمام جو بايدن، لكنه توجه إلى هناك أمس الأحد للمرة الرابعة خلال ثمانية أيام، غداة زيارته بتلر (بنسلفانيا) حيث نجا من محاولة اغتيال في 13 يوليو/ تموز الفائت.
تقارب ومنافسة شديدة
وتظهر استطلاعات الرأي أن المرشحين متقاربان، فيما أعرب مشرّعون ومحللون عن قلقهم إزاء تزايد اللغة العدائية خلال الحملة الانتخابية.
ويوجد في ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة رئيسية، واحدة من أكبر جاليات الأميركيين من أصول عربية بالولايات المتحدة.
ولهذا اجتمعت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بقادة ممثلين للأميركيين من أصول عربية والمسلمين في مدينة فلينت بولاية ميشيغان، فيما تسعى حملتها الرئاسية إلى استعادة ثقة الناخبين الغاضبين من الدعم الأميركي لحربي إسرائيل في غزة ولبنان.
ويعد هذا الاجتماع الذي جرى الجمعة الماضية، واحدًا من عدة محاولات خلال الأيام القليلة الماضية لإصلاح العلاقات مع الناخبين المسلمين والعرب الذين دعموا بشكل كبير الرئيس جو بايدن في عام 2020، عندما كان المرشح الديمقراطي، لكنهم ربما يمتنعون عن التصويت لهاريس مما قد يجعلها تخسر ولاية ميشيغان المهمة.