الخميس 19 Sep / September 2024

سباق التجديد النصفي لم يحسم بعد.. بايدن يدعو الجمهوريين للعمل معه

سباق التجديد النصفي لم يحسم بعد.. بايدن يدعو الجمهوريين للعمل معه

شارك القصة

جانب من كلمة الرئيس الأميركي جو بايدن للتعليق على نتائج انتخابات التجديد النصفي (الصورة: غيتي)
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن الشعب الأميركي عبر عن مخاوفه في الانتخابات النصفية وأوضح أنه يتوقع أن يكون الجمهوريون مستعدين للعمل معه.

اقترب الجمهوريون من نيل الأغلبية في مجلس النواب يوم الأربعاء فيما سجّل الديمقراطيون أداء أفضل من المتوقع وتجنبوا "موجة حمراء" من الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي. ولا يزال المشهد في مجلس الشيوخ ضبابيًا.

وفي أول تعليق له على النتائج الأولية للانتخابات، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض بالعمل مع الجمهوريين، وقال: "إنه يتفهم أن الناخبين مصابون بخيبة أمل على الرغم من أداء الديمقراطيين التنافسي المفاجئ".

ولفت إلى أن "الناخبين تحدثوا بكل وضوح وأعربوا عن بواعث قلقهم من ارتفاع تكلفة المعيشة والبطالة والجرائم والسلامة العامة".

وقال بايدن: "لقد أوضح الشعب الأميركي، على ما أعتقد، أنه يتوقع أن يكون الجمهوريون مستعدين للعمل معي أيضًا". وإذ أكد نيته الترشح لولاية رئاسية جديدة في عام 2024، قال إنه سيتخذ القرار النهائي في أوائل العام المقبل.

وأفاد مسؤول بالبيت الأبيض بأن بايدن أجرى مكالمة هاتفية يوم الأربعاء مع زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي الذي سيكون المرشح الرئيسي لمنصب رئيس المجلس إذا فاز الجمهوريون بالأغلبية.

سباق مجلس الشيوخ

ولم تحسم بعد سباقات مجلس الشيوخ في ولايتي نيفادا وأريزونا مع وجود آلاف الأصوات غير المحسوبة التي قد يستغرق فرزها أيامًا.

وقد يؤول مصير مجلس الشيوخ إلى انتخابات إعادة في جورجيا للمرة الثانية خلال عامين، إذ توقعت مؤسسة "إديسون ريسيرش" البحثية ألا يحصل المرشح الديمقراطي والسناتور الحالي رافاييل وارنوك ولا الجمهوري هيرشل واكر على نسبة 50% اللازمة لتجنب الإعادة في السادس من ديسمبر/ كانون الأول.

وفي فوز حاسم للديمقراطيين، انتزع جون فيترمان مقعدًا يسيطر عليه الجمهوريون في مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا ملحقًا الهزيمة بالجراح المتقاعد الشهير محمد أوز المدعوم من دونالد ترمب ومعززًا فرص حزبه في الاحتفاظ بالسيطرة على المجلس.

وكان للديمقراطيين أيضًا نصيبهم من الإحراج، إذ اعترف ممثل نيويورك شون باتريك مالوني رئيس اللجنة المكلفة بالسعي لإعادة انتخاب الديمقراطيين في مجلس النواب، بخسارة سباقه.

كما تباينت النتائج بالنسبة لترمب الذي لعب دورًا نشطًا في الدفع بمرشحين جمهوريين لخوض سباق الكونغرس مما يلمح بقوة إلى احتمال خوضه سباقًا ثالثًا على الرئاسة عام 2024.

وحقق الجمهوريون النصر في ولاية أوهايو، حيث فاز المؤلف جيه. دي. فانس بمقعد في مجلس الشيوخ، ليحتفظوا بالسيطرة على مقعد الولاية. لكن دوج ماستريانو، وهو حليف آخر لترمب، هُزم بسهولة في السباق إلى منصب حاكم ولاية بنسلفانيا.

في غضون ذلك، توقعت مؤسسة إديسون إعادة انتخاب حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، المنافس الجمهوري الرئيسي المحتمل لترمب في انتخابات 2024، بتفوقه على المنافس الديمقراطي بنحو 20 نقطة مئوية.

ومن شأن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ أن تمنحهم سلطة منع مرشحي بايدن للمناصب القضائية والإدارية.

السيطرة على مجلس النواب

ووفقًا لتوقعات إديسون ريسيرش، يقترب الجمهوريون من نيل 218 مقعدًا اللازمة لانتزاع السيطرة على مجلس النواب من الديمقراطيين، مع وجود 210 مقاعد الآن في حوزتهم.

وستسمح الأغلبية الضئيلة في مجلس النواب للجمهوريين بالتضييق على الرئيس الديمقراطي جو بايدن خلال العامين المقبلين، بعرقلة التشريعات وإطلاق تحقيقات قد تكون مضرة سياسيًا.

ولم يتمكن الجمهوريون من تحقيق النصر الساحق الذي سعوا إليه، إذ تفادى الديمقراطيون الهزيمة الفادحة في انتخابات التجديد النصفي التي غالبًا ما تعصف بالرئيس أيا كان الحزب الذي ينتمي إليه.

اختبار الديمقراطية

وتشير النتائج إلى أن الناخبين يعارضون بايدن بسبب الاقتصاد الذي يعاني من التضخم الحاد الذي بلغ 8.2%، في أعلى معدل منذ 40 عامًا، بينما يعارضون أيضًا مساعي الجمهوريين لحظر الإجهاض وإثارة الشكوك في عملية فرز الأصوات في البلاد.

كما يعكس الأداء الضعيف لبعض المرشحين المدعومين من دونالد ترمب، بمن فيهم واكر، الرغبة في تجنب وقوع فوضى مثل التي سببها الرئيس الجمهوري السابق، مما يثير تساؤلات حول جدوى ترشحه المحتمل للرئاسة عام 2024.

وصوّر بايدن انتخابات يوم الثلاثاء على أنها اختبار للديمقراطية الأميركية في وقت تبنى فيه مئات المرشحين الجمهوريين مزاعم ترمب بأن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 قد "سُرقت". وقال بايدن: "كان يومًا جيدًا، على ما أعتقد، للديمقراطية".

ولم تتحقق مخاوف من ارتكاب مراقبي الاقتراع من اليمين المتطرف أعمال عنف أو إثارتهم اضطرابات في مراكز التصويت. وقالت جين إيسترلي رئيسة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية، إنها لم تر أي دليل على اختراق أي نظام تصويت.

خطة الجمهوريون

وتجرى الانتخابات على 35 مقعدًا في مجلس الشيوخ وكل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدًا فضلًا عن 36 سباقًا على مناصب حكام الولايات.

وإذا سيطر الجمهوريون على أي من المجلسين، فإنهم يخططون للسعي إلى خفض تكاليف برامج شبكة أمان الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية وجعل تخفيضات ضريبية تم سنها في عام 2017 دائمة.

كما يمكنهم أيضًا استخدام تحديد سقف للدين الاتحادي كورقة ضغط للمطالبة بخفض شديد في الإنفاق وتقليص المساعدات لأوكرانيا.

وعادة ما يخسر الحزب الذي يشغل البيت الأبيض مقاعد في الانتخابات في منتصف فترة ولاية الرئيس الأولى التي مدتها أربع سنوات، ويعاني بايدن من ضعف معدلات التأييد الشعبي.

وتراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية يوم الأربعاء إذ أثرت حالة الضبابية على معنويات المتعاملين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close