الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

سجال حاد بين الحريري وباسيل.. أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية تتفاقم

سجال حاد بين الحريري وباسيل.. أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية تتفاقم

شارك القصة

تشير أوساط سياسية إلى أنّ تشكيل الحكومة في لبنان يتّجه إلى مزيد من التأزّم في أعقاب استحقاقات اقتصادية قد تجرّ البلاد إلى مزيد من الفوضى.

من بوّابة مجلس النواب، تفجّر السجال اللبنانيّ بحدّة مجدَّدًا على خلفيّة مناقشة رسالة الرئيس ميشال عون حول أسباب تأخّر تشكيل الحكومة بعد سبعة أشهر من تكليف سعد الحريري بتشكيلها.

وفي هذا السياق، شهدت جلسة البرلمان سجالًا حادًا بين رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري الذي اعتبر أنّ هدف الرسالة الإطاحة به، ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي لوّح بتعديلاتٍ دستورية تحدّد مهلة لتشكيل الحكومة.

أما رئيس البرلمان نبيه بري فدعا، في ختام الجلسة، إلى المضيّ قدمًا بتشكيل الحكومة وفق الأصول الدستورية، فيما تشير أوساط سياسية إلى أنّ الأمور تتّجه إلى مزيد من التأزّم على أعتاب استحقاقات اقتصادية قد تجرّ البلاد إلى مزيد من الفوضى.

عون "ارتكب خطأ" بتوجيه الرسالة للبرلمان

ويرى الباحث السياسي اللبناني جوني منيّر أنّ الجمود هو الذي يسيطر على الموضوع الحكوميّ، معتبرًا أنّ الأفق مسدود أمام تشكيل الحكومة، ولذلك وجّه الرئيس عون رسالته إلى مجلس النواب بهدف إحياء النقاش حول الملف بصورة عامة.

ويوضح منيّر، في حديث إلى "العربي"، أنّ عون لم يكن راغبًا منذ البدء أن يترأس الحريري الحكومة، مذكّرًا بمعادلة "إما الحريري وباسيل معًا في الحكومة أو خارجها" التي أطلقها المقرّبون منه، والتي ردّ عليها رئيس الحكومة المكلَّف بمعادلة أخرى تربط وجوده بوجود عون في سدّة الرئاسة.

وإذ يعتبر منيّر أنّ عون "أخطأ" بتوجيه الرسالة إلى البرلمان، يلفت إلى أنّ خصومه هم الذين "استفادوا" من هذا الخطأ، بعدما رتّب بري المسرح في مجلس النواب بحيث بدا فريق رئيس الجمهورية وكأنه معزول، حتى إنّ حزب الله ظهر وكأنّه في الوسط.

"خطورة" التعديل الدستوريّ 

وفيما يتعلق بالتعدي الدستوري الذي يطالب به رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لتقييد رئيس الحكومة المكلّف بمهلة معيّنة لإنجاز مهمّته، فيرى الباحث السياسي جوني منيّر أنّ خطورته، في هذا الظرف السياسيّ تحديدًا، أنه يفتح الباب أمام الذهاب باتجاه تعديلات جذرية على الدستور اللبناني.

ويلفت في هذا السياق إلى أنّ حزب الله تحديدًا سبق أن ألمح إلى مثل هذا الاتجاه، فهو يريد أن يذهب إلى مؤتمر تأسيسي وقد قال ذلك سابقًا صراحةً، وصولًا ربما إلى "المثالثة"، وهو ما ترفضه البطريركية المارونية على سبيل المثال، علمًا أنّ الأمر أثار جدلًا سياسيًا في الداخل اللبناني قبل سنوات.

ويخلص منيّر إلى أنّ ما حصل نتيجة رسالة عون أنها جددت الحياة سياسيًا للرئيس الحريري وأكّدت على تكليفه، إلا أنّه لا يستبعد إمكانية أن يؤدّي هذا الأمر إلى فتح ثغرة ما، أو أن يدفع بالفريقين إلى البدء بالتفكير باتجاه تنازلات متقابلة، بعدما ثبُت أنّ لا مَخرج آخر يمكن أن يكون مطروحًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close