سجل أول هاتريك في المونديال.. غونسالو راموس الذي خرج من ظل رونالدو

أقدم مدرب البرتغال فرناندو سانتوس على اتخاذ قرار شجاع، يوم أمس، بإبقاء القائد النجم كريستيانو رونالدو، الأكثر تسجيلًا للأهداف على المستوى الدولي على الإطلاق، على مقاعد البدلاء. 

ودفع سانتوس باللاعب غونسالو راموس مهاجم بنفيكا لقيادة خط الهجوم، وهو اللاعب الذي ظهر لأول مرة مع منتخب بلاده قبل ثلاثة أيام فقط من انطلاق كأس العالم قطر 2022 في مباراة ودية.

ولعب راموس 10 دقائق فقط كبديل خلال المونديال، لكن اللاعب الشاب بدا وكأنه ينتمي إلى فئة اللاعبين المخضرمين في البطولات الكبرى بأداء لا يُنسى مع البرتغال، التي لم تتأثر بغياب رونالدو عن التشكيلة الأساسية، فسجل 3 أهداف في مباراة سحقت فيها البرتغال سويسرا أمس، في الدور الثاني من البطولة. 

"21 عامًا و88 ألف متفرج"

وأشادت الصحافة العالمية بالشاب الذي سجل أول ثلاثية "هاتريك" في مونديال قطر، فقالت عنه اليوم صحيفة "دايلي ميل" البريطانية: "تخيل أعصاب راموس البالغ من العمر 21 عامًا، وهو يخرج إلى استاد لوسيل الذي يتسع لـ 88 ألف مقعد مع جحافل من المشجعين البرتغاليين الساخطين على احتمال فقدان بطلهم". 

وأضافت: "ستتذكر كتب التاريخ إلى الأبد غونسالو راموس باعتباره الرجل الذي سجل ثلاثية للبرتغال بعد إخفاق كريستيانو رونالدو في مونديال قطر".

وتابعت: "بعد 17 دقيقة من المباراة تأكد للجميع أن البرتغال لا تحتاج لرونالدو". 

لكن راموس، قال في المؤتمر الصحفي المخصص لأفضل لاعب: "رونالدو قائد المنتخب، ويقدم النصح والتوجيه للاعبين، ومباراة اليوم كانت جيدة ولعبنا بأفضل طريقة، لقد فزنا اليوم ولكن علينا أن نوقف الأفراح وأن نفكر في المباراة المقبلة الأكثر أهمية أمام المغرب". 

وراموس الذي خرج أمس من ظل رونالدو، ليلمع في سماء البطولة الكروية الأقوى، هو لاعب بنفيكا الذي سجل مع فريقه 14 هدفًا في 22 مباراة هذا الموسم، وهو الذي كان ظهوره الأول مع بنفيكا في يوليو/ تموز 2020، حيث سجل هدفين في ثماني دقائق، بعد أن حل كبديل في الشوط الثاني.

ليست المرة الأولى

في وقت لاحق من ذلك العام، وصل الفريق البرتغالي إلى نهائي دوري الشباب UEFA ضد ريال مدريد الإسباني، وأنهى راموس مع فريقه البطولة بميدالية الوصيف، وباعتباره هدافًا لها برصيد ثمانية أهداف.

وعلى الصعيد الدولي، مثل راموس بلاده في منتخب الشباب، بعد أن حجز مكانًا له في فئة الفئات العمرية أقل من 17 عامًا. ولعب دورًا رئيسيًا في رحلة البرتغال إلى نهائي بطولة أوروبا تحت 19 عامًا عام 2019، حيث سجل أربعة أهداف في خمس مباريات جعلته هداف البطولة، بما في ذلك ثلاثية ضد جمهورية أيرلندا.  

لكنّ المفارقة التي سجلها راموس أمس، هي أنه وبعد مجموع 33 دقيقة فقط لعبها في مسيرته مع منتخب بلاده، بات أول لاعب يسجل ثلاثية في أول مشاركة له بكأس العالم بعد عميد هدافي بطولة كأس العالم تاريخيًا، الألماني ميروسلاف كلوزه عام 2002.

وراموس هو لاعب على رادار نادي ليدز يونايتد الإنكليزي الذي يرغب بضمه، لكن ما فعله أمس جعل من أسهمه ترتفع بقوة في سوق الانتقالات الشتوية الموسم المقبل. 

أما رونالدو الذي بدا في موقف لا يحسد عليه بعد مباراة الأمس المميزة لمنتخب البرتغال، فقد أعاد مدربه الاعتبار له في تصريحات بعد اللقاء أمام سويسرا، جيث قال سانتوس: "كريستيانو رونالدو من أفضل اللاعبين في العالم وعلينا أن نفكر بشكل جماعي في مصلحة المنتخب".

وإذ أكد المدرب علاقته الجيدة برونالدو، أضاف: "هو صاحب مهارات عالية ومؤثر في منطقة المرمى، ومن المحتمل أن يبدأ المباراة المقبلة".