الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

سجن ألمانية عشر سنوات لتركها طفلة أيزيدية تموت عطشًا.. ما قصتها؟

سجن ألمانية عشر سنوات لتركها طفلة أيزيدية تموت عطشًا.. ما قصتها؟

شارك القصة

سلمت تركيا السيدة المنخرطة في صفوف تنظيم "الدولة" إلى ألمانيا (أرشيف - غيتي)
سلمت تركيا السيدة المنخرطة في صفوف تنظيم "الدولة" إلى ألمانيا (أرشيف - غيتي)
شاركت فينيش، لعدة أشهر بدوريات مسلحة هناك ضمن شرطة ما تسمى "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في مدينتي الفلوجة والموصل العراقيتين.

قضت محكمة في ميونيخ، اليوم الإثنين بسجن ألمانية، كانت منخرطة في صفوف تنظيم "الدولة"، عشر سنوات بتهمة ترك فتاة أيزيدية تموت عطشًا في العراق.

وواجهت جنيفر فينيش البالغة من العمر 30 عامًا، عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وقتل، في أول إجراء قضائي رسمي في العالم على صلة بممارسات ارتكبها التنظيم بحق الأيزيديين، الأقلية الدينية الناطقة باللغة الكردية في شمال العراق، التي اضطهدها تنظيم الدولة.

وأوضحت هذه الألمانية المتحدرة من لوهن، في ولاية سكسونيا السفلى الواقعة شمال غرب البلاد، أنها ذهبت إلى العراق للانضمام إلى "إخوتها" خلال محاكمتها التي بدأت في أبريل/ نيسان 2019.

وشاركت فينيش لعدة أشهر بدوريات مسلحة هناك ضمن شرطة ما تسمى "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في مدينتي الفلوجة والموصل العراقيتين، والتي تناط بها بشكل خاص ضمان التنظيم احترام قواعد اللباس والسلوك التي وضعها وعممها على كل مناطق سيطرته.

وفي صيف 2015، قامت هي وزوجها آنذاك الذي يدعى "طه الجميلي"، وهو يحاكم أيضًا حاليًا في فرانكفورت بتهم مماثلة، بشراء فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات ووالدتها من سبايا الأقلية الأيزيدية من أجل استعبادهما، بحسب النيابة.

الموت عطشًا

وبعد أشكال من العذاب، "عوقبت" الفتاة لأنها تبولت على سريرها، بأن ربطها الجميلي بنافذة خارج المنزل الذي كانت محتجزة فيه مع والدتها، في درجة حرارة تبلغ الخمسين مئوية.

وتوفيت الفتاة بسبب العطش، بينما أجبرت الأم نورا على البقاء في خدمة الزوجين.

وأكدت فينيش، المتهمة بعدم التدخل لمنع شريكها من القيام بذلك، أنها كانت "تخشى" أن "يحبسها".

وألمح محاموها، مثل محامي طه الجميلي، إلى أن الفتاة، التي نُقلت لاحقًا إلى مستشفى في الفلوجة، ربما لم تفارق الحياة، وهو أمر لا يمكن التحقق منه.

وفندت نورا، والدة الطفلة وهي تقيم متوارية في ألمانيا هذه الرواية. وأدلت الشاهدة الرئيسية والناجية بشهادتها خلال محاكمتي الزوجين السابقين.

وكانت فينيش قد دافعت عن نفسها خلال إحدى جلسات الاستماع الأخيرة قائلة: "يريدون أن يجعلوا مني عبرة لكل ما حدث في ظل تنظيم الدولة، من الصعب تخيل أن هذا ممكن في دولة القانون"، وفق ما نقلت عنها صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ".

التنصت عليها

سلمت أجهزة الأمن التركية فينيش إلى ألمانيا بعد أن ألقت القبض عليها في يناير/ كانون الثاني 2016 في أنقرة.

ولم يتم احتجازها إلا في يونيو/ حزيران 2018، بعد اعتقالها أثناء محاولتها الذهاب مع ابنتها البالغة من العمر عامين إلى المناطق التي كان التنظيم لا يزال يسيطر عليها في سوريا.

وخلال هذه الرحلة، أخبرت سائقها عن حياتها في العراق، وكان الأخير في الواقع مخبرًا لمكتب التحقيقات الفدرالي، ويقود سيارة مزودة بأجهزة تنصت، ولاحقًا استخدمت النيابة هذه التسجيلات لتوجيه الاتهام إليها.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2020، حكمت محكمة ألمانية على زوجة عنصر بالتنظيم، تحمل الجنسيتين الألمانية والتونسية، بالسجن ثلاث سنوات ونصفًا بتهمة استرقاق شابة أيزيدية عندما كانت تقيم في سوريا.

ويقطن الإيزيديون وهم أقلية ناطقة بالكردية في مناطق في شمال العراق وسوريا، ويعتنقون ديانة توحيدية باطنية.

وعندما سيطر تنظيم الدولة على الموصل عام 2014 ومحيطها اجتاح منطقتهم في جبل سنجار، وقتلوا الآلاف من أبناء هذه الأقلية وسبوا نساءها وأطفالها.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close