الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

سد النهضة.. هل تفلح المساعي الأميركية في حل الأزمة المائية؟

سد النهضة.. هل تفلح المساعي الأميركية في حل الأزمة المائية؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش آخر تطورات أزمة سد النهضة الإثيوبي والمساعي الأميركية في إيجاد حل للأزمة المائية (الصورة: غيتي)
تمثل قضية سد النهضة أهمية بالغة للقاهرة وواشنطن على حد سواء، وهو ما بات واضحًا خصوصًا مع الاهتمام الأميركي بهذا الملف منذ تولي بايدن مهامه في البيت الأبيض.

يزور المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الإفريقي مايك هامر العاصمة المصرية القاهرة في إطار جولة تشمل كلًا من مصر والإمارات وإثيوبيا.

وأعلنت الخارجية الأميركية أن هامر سيقوم بجولة تستمر حتى 1 أغسطس/ آب المقبل، لتقديم دعم الولايات المتحدة الرامي إلى التوصل لحل دبلوماسي للمسائل ذات الصلة بسد النهضة الإثيوبي، بما يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في المزيد من السلام والاستقرار في المنطقة.

ويرى البعض أن جهود الخارجية الأميركية هي تنفيذ لوعود الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة جدة الأخيرة، إذ تعهد بمحاولة المساهمة في التوصل لحل لأزمة سد النهضة، فضلًا عن دعمه لحصول مصر والسودان على حصة عادلة من المياه.

وتأتي هذه التطورات، وسط تأكيدات بتخزين إثيوبيا ملياري متر مكعب من المياه، ومن المتوقع وفقًا لتقديرات مصرية أن تقوم إثيوبيا بعد انتهاء العام الجاري بتخزين 12 مليار متر مكعب من مياه السد، ما سيؤثر على الأمن المائي المصري والسوداني على حد سواء.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة إن القاهرة اتخذت الخيار التفاوضي في ملف سد النهضة، استنادًا إلى الأعراف السائدة من أجل السعي لإيجاد رؤية مشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا.

والإثنين، حذّر السيسي من خطورة "السياسات الأحادية" التي تمارسها أديس أبابا في ملف سد النهضة، مشددًا على أهمية الالتزام بالتعاون والتشاور المسبق بين الدول المشاطئة لنهر النيل.

وتمثل قضية سد النهضة أهمية بالغة للقاهرة وواشنطن على حد سواء، وهو ما بات واضحًا خصوصًا مع الاهتمام الأميركي بهذا الملف منذ تولي بايدن مهامه في البيت الأبيض.

"أزمة سد النهضة"

وفي هذا الإطار، يذكّر أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جورج تاون" عاطف عبد الجواد بتعهد الرئيس الأميركي خلال قمة جدة لنظيره المصري ببذل جهود جديدة لمحاولة التوصل إلى حل دبلوماسي يرضي كل الأطراف، لافتًا إلى أن بايدن أيد حق مصر في ما يسمى بالأمن المائي.

ويشير في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن الإمارات العربية المتحدة هي أيضًا قررت القيام بدور الوسيط عوضًا عن الاتحاد الإفريقي، لافتًا إلى أن إثيوبيا كانت تصر على دور رئيسي للاتحاد استنادًا إلى أن المشاكل الإفريقية يجب أن تكون لها حلول إفريقية.

ويضيف عبد الجواد أن الولايات المتحدة وافقت على طرح الإمارات، نظرًا لنفوذ هذه الأخيرة الكبير لدى الدول الثلاثة، موضحًا أن هناك استثمارات إماراتية كبيرة ومساعدات عسكرية في إثيوبيا، واستثمارات زراعية إماراتية في السودان، فضلًا عن استثمارات وعلاقات قوية بين مصر والإمارات.

ويقترح ضم فرق من الخبراء من الاتحاد الأوروبي، بسبب خبرته التي يمكن أن تستفيد منها الدول المتنازعة على سد النهضة، حيث إن 10 دول أوروبية تتقاسم وتتعامل مع نهر الدانوب، كما أن الاتحاد الأوروبي لديه الخبرة التكنولوجية لتوفير حلول بديلة عن إستراتيجيات السدود

ويشدد عبد الجواد على أن جولة المبعوث الأميركي لا تقتصر فقط على أزمة سد النهضة، بل إن هناك 3 قضايا يبحثها خلال جولته بالإضافة لأزمة السد، وهي محادثات ديبلوماسية لتحقيق السلام بشأن النزاع مع تيغراي في إثيوبيا، ومسار ومصير المساعدات الإنسانية التي تقدمها بلاده والأمم المتحدة في الصومال وإثيوبيا وتيغراي.

وكانت إثيوبيا قد قررت منفردة ملء بحيرة سد النهضة في يوليو/ تموز 2020، وتنفيذ الملء الثاني في الشهر نفسه من عام 2021، فيما تباينت ردود السلطات المصرية بين الإعلان أن مياه النيل خط أحمر وبين عدم اتخاذ خطوات عملية لوقف انفراد إثيوبيا بالقرار.

وتزامنًا مع تجمّد المفاوضات الثلاثية بخصوص السد منذ نحو عام، تخشى القاهرة من أن تؤثر إجراءات أديس أبابا على حصتها السنوية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب) مطالبة بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين الدول الثلاث حول قواعد ملء وتشغيل السد.

في المقابل، تقول إثيوبيا إن السد سيحقق لها فوائد عديدة، ولا سيما في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يُضر بدولتي المصب، معربةً عن إصرارها على المضي في الملء الثالث.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close