يُعَدّ سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات فتكًا بالنساء، ويظلّ الكشف المبكر عنه أفضل الطرق فعاليّة في مواجهته.
لكنّ الحرب التي دمّرت أكثر من نصف المنشآت الطبية في اليمن، تجعل الكشف المبكر أمرًا صعبًا للغاية، بالإضافة إلى استحالة توفير العلاجات.
وأكثر من ربع المصابين بالسرطان في اليمن هم من ضحايا سرطان الثدي. وقد ساهمت ظروف عدة في تزايد هذه النسبة من الحرب الدائرة إضافة للفقر والمجاعة.
ومن هؤلاء المصابين، المواطنة اليمنية أزال عبد الله، التي التقتها كاميرا "العربي"، وهي تحاول العثور على أدوية خاصة بسرطان الثدي الذي أصابها وقد تأخرت في الكشف عنه.
وتقول لـ"العربي" إنّها اكتشفت الورم في وقت متأخر، حيث كان قد انتشر ووصل إلى مستوى الدرجة الرابعة، واضطرت لإجراء عمليات جراحية واستخدام العلاج الكيماوي.
"قلة الوعي" تفاقم الوضع
من جهته، يؤكد نائب مدير المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان عبد المنعم عبد القوي الشميري أنّه رغم أهمية الكشف المبكر، إلا أنّ الإشكالية تكمن في اليمن في مكان آخر.
ويقول في حديث إلى "العربي"، من صنعاء: "نحن في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، الجهة الوحيدة التي تقدّم خدمات الكشف المبكر، ليس لدينا إلا أربعة مراكز في صنعاء وعدن وإب والحديدة".
ويشير إلى أنّ هذه المراكز تقدّم خدماتها مجانًا لعموم النساء اليمنيات، لافتًا إلى وجود مستشفيات خاصة تقدّم الخدمة أيضًا ولكن بتكلفة مرتفعة.
ويتحدّث الشميري عن إشكاليّة أخرى تكمن في "قلة الوعي"، ويوضح أنّه "بالرغم من أنّ المراكز قليلة، إلا أنّ معظم مرتاديها من الأسر الميسورة التي حصلت على علم لا بأس به، في حين أنّ معظم المصابات هنّ من المواطنات الأقلّ دخلًا والأقلّ تعليمًا، وهؤلاء عادةً ما يسكنّ في الأرياف البعيدة".