سفر محمد صلاح يطغى على تأهل مصر في "أمم إفريقيا".. لماذا غضب المدرب؟

طغت قضية إصابة النجم محمد صلاح، وسفره إلى ليفربول اليوم الثلاثاء، على تأهل منتخب مصر إلى الدور الثاني من كأس الأمم الإفريقية المقامة في ساحل العاج، بطريقة درامية يوم أمس الإثنين. 

وأخرجت الأخبار التي أحاطت بإصابة صلاح، مدرب منتخب مصر البرتغالي روي فيتوريا عن طوره، عقب المباراة التي جمعت "الفراعنة" بمنتخب الرأس الأخضر، والتي انتهت بنتيجة 2-2 وهو التعادل الثالث لمصر في المجموعة، والذي كان كفيلًا بتأهل المنتخب. 

 وأكد فيتوريا الذي بدا غاضبًا أنّ الإصابة التي تعرض لها صلاح خلال المباراة الثانية للمنتخب المصري، في العضلة الخلفية للفخذ ستتطلب فترة أطول للتعافي ممّا كان متوقعًا، فيما سيعود نجم ليفربول إلى ناديه الإنكليزي للخضوع للعلاج.

وإلى جانب صلاح، انضم حارس المرمى محمد الشناوي إلى قائمة المصابين، لكن طبيب المنتخب المصري، محمد أبو العلا، قال إنه سيتم تحديد مدة غياب الشناوي بعد إجراء الأشعة، وفق صحيفة الأهرام المحلية. 

"أكثر من ذلك"

وكان الاتحاد المصري للعبة، أعلن الأحد أن صلاح سيعود إلى إنكلترا، لمواصلة تعافيه من إصابته بشدّ في العضلية الخلفية لفخذه الأيسر، تعرض له خلال التعادل مع غانا 2-2، الخميس الماضي، في أبيدجان، حيث ظهر قائد منتخب مصر يوم أمس على مدرجات ملعب "فيلكس بوانيي" وهو يشجع زملاءه خلال مباراة "كاب فيردي". 

وبعد استبعاده في البداية لمباراتين، عاد الاتحاد وأشار إلى أنّ الأمل هو أن يعود اللاعب البالغ 31 عامًا إلى نصف نهائي البطولة، إذا تقدمت مصر إلى هذا الحد، لكنّ مسؤولاً كبيرًا في المنتخب قال لوكالة "فرانس برس": "كنا نتوقع غيابه لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 يوماً"، فيما يعتقد أطباء ليفربول "بعد إجراء الأشعة المقطعية أنّ الإصابة تحتاج إلى أكثر من ذلك".

غضب على "الوكيل"

ويوم أمس الإثنين، ألقى وكيل اللاعب بظلال من الشك حتى على مدة غياب صلاح في منشور على موقع إكس، قبل المباراة الحاسمة للفراعنة ضد الرأس الأخضر. وكتب رامي عباس أنّ "إصابة محمد أكثر خطورة مما كان يُعتقد في البداية، وسيغيب لمدة 21-28 يومًا، وليس مباراتين".

وأضاف عباس: "أفضل فرصة له للمشاركة في كأس أمم إفريقيا الحالية هي الخضوع لعملية إعادة تأهيل مكثفة في بريطانيا والعودة إلى الفريق بمجرد تعافيه".

لكن منشور عباس لاقى استهجانًا واسعًا من الجماهير المصرية على مواقع التواصل، حيث اعتبر بعضهم أن وكيل اللاعب ليس الجهة المخولة بالتصريح عن الإصابة، فيما ذهب البعض باتهام صلاح نفسه "الهرب" من الواجب، قابله دفاع شديد عن اللاعب من محبي صلاح، الذين استعانوا بصور تفاعلاته أمس مع زملائه من المدرجات. 

وأكدت "الأهرام" أن صلاح غادر ساحل العاج، صباح اليوم، متوجهًا إلى إنكلترا على متن طائرة خاصة لتلقي العلاج، بعدما أرسل اتحاد الكرة، بالتنسيق مع الجهاز الطبي لمنتخب مصر، تقريراً مفصلاً عن إصابته إلى ليفربول. 

بين مصر وليفربول

وكان فيتوريا قد صرح في المؤتمر الصحفي أمس قائلًا: "بالنظر إلى أننا كنا سنضطر للسفر، ونظرًا لدرجات الحرارة، ونظرًا لأننا كنا ذاهبين إلى مدينة مختلفة، فربما يكون من المنطقي أن يكون لدى صلاح مكان يمكنه الذهاب إليه للتعافي في أسرع وقت ممكن"، مبديًا انزعاجه من المدرب يورغن كلوب.

وقال فيتوريا: "لم نرغب في إثارة قلق أي شخص. لا أعتقد أنه كان من المناسب لليفربول، عبر أي وسيلة، التحدث عن هذا الأمر، لأننا خضنا مباراة مهمة للغاية اليوم"، لافتًا إلى تصريحات كلوب مساء الأحد التي كشف فيها عن عودة صلاح إلى ليفربول لتلقي العلاج.

وأوضحت مصادر المنتخب لوكالة فرانس برس: "اتفقنا مع ليفربول على عدم الحديث عن إصابة صلاح قبل لقاء الرأس الأخضر ثم فوجئنا بكلوب يصدر تصريحه عن عودته إلى بريطانيا". بدوره، قال فيتوريا: "صلاح معنا دائمًا. الآن انتهت هذه المباراة، سنجد الحل الأفضل لعلاج اللاعب. هذه هي الحقائق. هذا هو الوضع".

تصريحات كلوب 

وأعلن ليفربول الإثنين في موقعه الرسمي أن صلاح "سيعود إلى مركز التدريب الأربعاء لبدء برنامج تأهيلي مكثف" بعد تعرضه لإصابة تبين أنها "أسوأ مما كان يخشى من البداية". وأردف أن هذا الأمر "سيمنحه أفضل فرصة للعودة للمنافسة في كأس أمم إفريقيا إذا واصلت مصر تقدمها في البطولة".

وكان كلوب قد أثار غضب الجماهير المصرية، حين قال مازحاً مطلع يناير/ كانون الثاني الحالي، وقبل انطلاق البطولة الإفريقية، إنه لا يتمنّى حظاً سعيداً لصلاح في كأس إفريقيا، كذلك الأمر للاعبه الياباني واتارو إندو الذي يخوض مع منتخب بلاده منافسات كأس آسيا، مضيفًا: "إذا تمنّيت لكما حظاً سعيداً فسيكون ذلك كذباً".

وأضاف مدرب الفريق الذي يتصدر الدوري الإنكليزي: "من وجهة نظر شخصية، سأكون سعيداً إذا خرجا من دور المجموعات، لكن ذلك غالباً غير ممكن. بل يُمكنهما الفوز باللقبين".

وكان "الفراعنة" يوم أمس يحتاجون إلى فوز صريح لضمان التأهل في المركز الثاني من المجموعة الثانية، في جولتها الأخيرة، حيث حصدوا نقطتين من تعادلين سابقين أمام الرأس الأخضر التي تمتلك 6 نقاط، فيما كان منتخبا غانا وموزمبيق يمتلكان نقطة واحدة لكل منهما ويسعيان لفوز صريح لضمان التأهل، لكنهما تعادلا، وهو الأمر الذي جعل منتخب مصر يتأهل مباشرة بالمركز الثاني بعد تعادله.