في أول اعتراف علني بتورطها في الصراع، أبلغت إريتريا مجلس الأمن الدولي موافقتها على بدء سحب قواتها من إقليم تيغراي في إثيوبيا.
وجاء الاعتراف في رسالة موجهة لمجلس الأمن، نشرتها وزارة الإعلام الإريترية، بعد يوم من قول مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك: إن المنظمة الدولية لم يصلها أي دليل بعد على انسحاب الجنود الإريتريين.
وكتبت سفيرة إريتريا لدى الأمم المتحدة صوفيا تيسفامريم: "بما أن الخطر الوشيك الداهم تلاشى إلى حد كبير، فإن إريتريا وإثيوبيا اتفقتا، على أعلى المستويات على بدء عملية سحب القوات الإريترية وإعادة نشر متزامنة لوحدات إثيوبية على طول الحدود الدولية".
وكانت القوات الإريترية تقدم الدعم لقوات الحكومة الاتحادية الإثيوبية في مواجهة الحزب الذي كان حاكمًا في تيغراي، في صراع بدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. لكن حتى الآن كانت إريتريا تنفي مرارًا وجود قوات لها في تلك المنطقة الجبلية.
واعترف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الشهر الماضي بوجودٍ إريتري في بلاده، وطالبت حينها الأمم المتحدة والولايات المتحدة بانسحاب القوات الإريترية من تيغراي.
وقال لوكوك لمجلس الأمن الدولي، يوم الخميس: "لم ترَ الأمم المتحدة ولا أي من وكالات الإغاثة التي نعمل معها أي دليل على انسحاب القوات الإريترية، لكننا سمعنا تقارير عن أن الجنود الإريتريين يرتدون الآن زي قوات الدفاع الإثيوبية".
الأمم المتحدة تحذّر من العنف الجنسي
وفي سياق متصل، حذّرت الأمم المتحدة من أن العنف الجنسي يُستخدم سلاحًا في الحرب الدائرة في إقليم تيغراي الإثيوبي، حيث تُستهدف فتيات لا تتجاوز أعمارهن ثماني سنوات، بينما تعرّضت نساء لاغتصاب جماعي على مدى أيام عدة.
وأبلغت الدكتورة فاسيكا أمديسيلاسي، كبيرة مسؤولي الصحة العامة في الإدارة المؤقتة التي عينتها الحكومة في تيغراي، وكالة "رويترز" عن ورود تقارير تؤكد وقوع 829 حالة اعتداء جنسي على الأقل في خمسة مستشفيات منذ بدء الصراع.
الصراع في تيغراي
وسبق لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن أكد بدء خروج القوات الإريترية من المنطقة.
الحكومة الإريترية تقرر سحب قواتها من #تيغراي.. فهل يزول التوتر السائد في الإقليم؟#إريتريا #إثيوبيا pic.twitter.com/OsVXieaSHf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 26, 2021
وفي بداية نوفمبر 2020، أعلن آبي أحمد إرسال الجيش الاتحادي لاعتقال قادة جبهة تحرير شعب تيغراي، التي تتهم أديس أبابا قواتها بتنفيذ هجمات ضد معسكرات القوات الاتحادية.
وسيطرت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي كانت تحكم تلك المنطقة آنذاك على السياسة في إثيوبيا لنحو ثلاثة عقود.
وحصل الجيش الإثيوبي على دعم قوات من إريتريا، الدولة التي تقع على الحدود مع تيغراي شمالًا، ومع منطقة أمهرة الإثيوبية المتاخمة للإقليم جنوبًا.
وكان آبي أعلن النصر في 28 نوفمبر بعد الاستيلاء على عاصمة الإقليم ميكيلي.