أكدت "قوى إعلان الحرية والتغيير" وأطراف العملية السياسية بالسودان، الجمعة، رفضها تحوّل سد "النهضة" إلى أداة للهيمنة والسيطرة، داعية الحكومة الإثيوبية إلى تغليب صوت العقل والتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
وأوضح بيان مشترك لـ"قوى إعلان الحرية والتغيير" وأطراف العملية السلمية: "نرفض تحول سد النهضة، الذي شُيد بالدعم والتعاون الثنائي، إلى أداة للهيمنة والسيطرة ووسيلة لتعديل التوازنات الإقليمية لتحقيق أهداف تتجاوز الأهداف المعلنة للمشروع والمتمثلة في توليد الكهرباء".
وأضاف: "موقفنا ثابت وحازم في الدفاع عن مصالح بلادنا العليا وحقوقها الثابتة في حدودنا ومياه النيل ومصالح وحقوق أجيالنا القادمة في الأمن المائي".
وشدد البيان على عدم قبول السياسات الأحادية، وفرض الأمر الواقع والإضرار بالمصالح الحيوية للبلاد وتهديد وسلامة تشغيل المنشآت المائية.
تغليب صوت العقل
ودعا البيان الحكومة الإثيوبية إلى تغليب صوت العقل والمصلحة المشتركة والعلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، للتوصل إلى حل متفق عليه يفضي إلى اتفاق قانوني ملزم.
كما دعا كل القوى السياسية والاجتماعية في البلاد إلى الاصطفاف الواسع حول تأكيد سودانية منطقة الفشقة وسيادة السودان على أراضيه، وخلف موقف الحكومة التفاوضي بشأن سد النهضة.
تعثر المفاوضات بشأن "سد النهضة"
ومنذ أشهر، تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترًا أمنيًا، بعد إعلان الخرطوم نهاية 2020 السيطرة على أراضٍ قالت إنها تتبع لها في منطقة الفشقة الحدودية مع أديس أبابا، بينما تتهم أديس أبابا الجيش السوداني بالاستيلاء على معسكرات داخل أراضيها وهو ما تنفيه الخرطوم.
وتُصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب المقبلين، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
فيما يتمسك السودان ومصر بالتوصل أولًا إلى اتفاق ثلاثي يحفظ منشآتهما المائية، ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.
ووسط تعثر المفاوضات وتبادل الاتهامات، تُكثّف واشنطن من تحركاتها لحلّ الأزمة المائية، مع زيادة للمبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، تشمل مصر وإثيوبيا والسودان.