الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

لتفادي "انتحار جماعي".. لودريان يُهدّد بتشديد العقوبات على مسؤولين لبنانيين

لتفادي "انتحار جماعي".. لودريان يُهدّد بتشديد العقوبات على مسؤولين لبنانيين

شارك القصة

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته إلى لبنان
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته إلى لبنان (غيتي)
قال لودريان: إن القادة اللبنانيين لم يلتزموا بتعهداتهم التي قطعوها أمام الرئيس الفرنسي، محذرًا من تشديد العقوبات أو توسيعها بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.

هدّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اليوم الجمعة، من بيروت بفرض عقوبات إضافية على المسؤولين اللبنانيين للحؤول دون "انتحار جماعي"، مع فشل المعنيين في تشكيل حكومة تضطلع بإصلاحات جذرية توقف الانهيار الاقتصادي المتمادي.

وقال لودريان في تصريحات للصحافيين غداة سلسلة لقاءات عقدها في بيروت، أبرزها مع رئيسَي الجمهورية والبرلمان ورئيس الحكومة المكلّف: "من الملحّ بالفعل إيجاد سبيل للخروج من المأزق السياسي" الراهن.

واعتبر أنه "حتى اليوم، لم يرتقِ اللاعبون السياسيون إلى مستوى مسؤولياتهم ولم يبدأوا العمل جديًا لتعافي البلاد بسرعة"، محذرًا من أنه "ما لم يتحركوا الآن بمسؤولية.. فعليهم أن يتحمّلوا عواقب هذا الفشل".

وأشار لودريان إلى أن القادة اللبنانيين لم يلتزموا بتعهداتهم التي قطعوها أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

لودريان يُحذر من "الانتحار الجماعي"

وتقود فرنسا منذ أشهر ضغوطًا دولية لتشكيل حكومة اختصاصيين، لم تثمر بسبب الانقسامات السياسية والخلافات على الحصص. واتهم لودريان المسؤولين بقيادة البلاد إلى الموت. وقال: "أنا هنا تحديدًا لمنع هذا النوع من الانتحار الجماعي الذي ينظمه البعض".

وفي محاولة لمضاعفة الضغوط على الطبقة السياسية، فرضت فرنسا الشهر الماضي قيودًا على دخول شخصيات لبنانية تعتبرها مسؤولة عن المراوحة السياسية والفساد. ولم يتم حتى الآن الإفصاح عن هوية الشخصيات أو ماهية القيود.

وهدد لودريان من أنه إذا استمرت حالة المراوحة، فقد يصار إلى "تشديد هذه الإجراءات أو توسيعها" لتطال مسؤولين آخرين، من دون أن يذكر أسماءهم. وقال: "يمكن أن تستكمل (الإجراءات) بأدوات ضغط متاحة لدى الاتحاد الأوروبي".

وشدّد المسؤول الفرنسي على أنه "يعود للمسؤولين اللبنانيين أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون الخروج من المأزق الذي وصلوا إليه".

وخيمت الأجواء السلبية على مجمل لقاءات لودريان في لبنان، سواء مع المسؤولين أم مع مجموعات وأحزاب المعارضة.

"حفظ ماء وجه فرنسا"

وكانت وسائل إعلام لبنانية، ذكرت أن لودريان التقى في وقت سابق الخميس، ممثلين عن أحزاب ومجموعات معارضة، بناء على دعوة وجُهت إليهم من السفارة الفرنسية في بيروت.

وتعليقًا على زيارة الوزير الفرنسي، يرى المحلل السياسي سعد كيوان من بيروت أن زيارة لودريان هي لـ"حفظ ماء وجه فرنسا"، وذلك بعد 9 أشهر من إطلاقها "مبادرة" لتشكيل حكومة جديدة في لبنان، مشيرًا إلى أن الزيارة لم تُحدث أي تأثير في تشكيل الحكومة.

وفي حديث إلى "العربي"، يوضح كيوان أن السياسيين اللبنانيين أغرقوا الرئيس الفرنسي بدهاليز السياسة اللبنانية.

ويرى المحلل السياسي أن دور لودريان انتهى الخميس، من حيث كان يجب أن تبدأ المبادرة الفرنسية، لافتًا إلى أن فرنسا لم تنتبه إلى أن من غير الممكن المراهنة على السلطة اللبنانية، وكان يجب المراهنة على قوى صاعدة أخرى.

ويقول كيوان: إن المناخ لم يعد ملائمًا لباريس في إطلاق مبادرتها إقليميًا ودوليًا بالتزامن مع المفاوضات الأميركية الإيرانية، والمحادثات السعودية الإيرانية التي تؤثر بطبيعة الحال على لبنان.

وعن عواقب فشل المسعى الفرنسي، يؤكد كيوان أن القوى السياسية اللبنانية هي من ستكون المسؤولة عن ذلك، لأنها غير آبهة لما يجري في البلاد.

أزمة لبنان السياسية

وتسعى فرنسا إلى لعب دور في حل أزمة لبنان السياسية. وجراء خلافات سياسية بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، يعجز لبنان عن تشكيل حكومة جديد منذ استقالة حكومة حسان دياب، بعد 6 أيام من الانفجار الكارثي في مرفأ العاصمة بيروت، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل و4000 جريح.

ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، واستقطابًا سياسيًا حادًا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية، بينها فرنسا.

ويشترط المجتمع الدولي على لبنان، ولا سيّما منذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب الماضي، تنفيذ إصلاحات ملحّة ليحصل على دعم مالي ضروري يخرجه من دوامة الانهيار الاقتصادي التي يعاني منها منذ أكثر من عام ونصف العام.

وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان مرتين منذ انفجار المرفأ وكرر مطالبة القوى السياسية بتشكيل حكومة تتولى الإصلاح، وقد أعلن في سبتمبر/ أيلول الماضي عن مبادرة قال بعدها: إن كل القوى السياسية وافقت عليها، ونصت على تشكيل حكومة خلال أسبوعين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
تغطية خاصة
Close