دفاعًا عن المسجد الأقصى، احتشد الأحد مئات الفلسطينيين في باحاته، بعد دعوات أطلقها عدد كبير من الجمعيات والجماعات الاستيطانية الحاخامية المتطرفة، لتنفيذ أكبر وأوسع اقتحام للأقصى يوم الإثنين 10 مايو/ أيار بمناسبة ما يسمى "عيد القدس".
وكانت الجماعات الإسرائيلية المتطرفة أعلنت صباح الأحد، أنّ الاقتحام سيكون برفقة كبار الحاخامات، وسيكون مفتوحًا للمقتحمين من الساعة 7:00 إلى الـ 11:00 صباحًا.
ومنذ ساعات الفجر تظاهر الفلسطينيون في المسجد الأقصى، وساروا في ساحاته وهم يهتفون، ويرددون قسمًا لحماية المسجد، من اقتحامات المستوطنين واعتداءات القوات الإسرائيلية.
ونصب شبان فلسطينيون الحواجز الخشبية مقابل باب المغاربة ووضعوا الحجارة وذلك لصد أي اقتحامات محتملة للمستوطنين.
وصباح الإثنين كان مئات المرابطين على استعداد لصدّ دعوات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، لكنهم فوجئوا باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل عنيف، مطلقين الرصاص المعدني والمئات من قنابل الغاز والصوت تجاه المرابطين الذين تصدوا للجنود بالحجارة.
كما اعتدت القوات الإسرائيلية بالضرب والقنابل على الطواقم الصحافية والطبية، خلال تواجدها وعملها في ساحات الأقصى.
اقتحام قوات الاحتلال، جاء بعد بيان زعمت فيه أنها منعت المستوطنين الذين بدأوا بالتجمع عند حائط البراق القريب؛ من الدخول إلى باحات الأقصى.
وفي غضون ذلك، دهس مستوطن إسرائيلي، صباح الإثنين عددًا من الشبان الفلسطينيين قرب باب الأسباط في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، حيث قامت شرطة الاحتلال بحمايته من هجمات الفلسطينيين.
وناشد المصلون بضرورة توجه طواقم الإسعاف إلى الأقصى بشكل عاجل وسريع، لوجود عدد كبير من الإصابات في منطقة الرأس والعيون.
وأصيب أكثر من 300 فلسطيني خلال المواجهات بينها إصابات خطيرة بالوجه والأعين وبحالات اختناق، حسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي أفادت أن أكثر من 80 إصابة نقلت لمستشفيات المقاصد والفرنساوي والمستشفى الميداني للهلال.
وبعد مواجهات استمرت لأربع ساعات؛ انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من باحات المسجد الأقصى، مخلفة دمارًا في الممتلكات. ودخل المصلون إلى المسجد بعد أن أعيد فتح أبواب الأقصى، وشرع المعتكفون بتنظيف ساحات المسجد.
ثمّ أقام المصلّون صلاة الظهر داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى، وصنعوا من القنابل التي أطلقها الاحتلال عليهم مجسمًا لقبة الصخرة.
وتوازيًا مع الصدامات بين المستوطنين والمقدسيين في البلدة القديمة بعد اعتداء المستوطنين على بعض البيوت؛ اقتحم مستوطنون متشدّدون حي الشيخ جراح، ودخلوا بيت عائلة الغاوي. بدعم من شرطة الاحتلال، التي اعتقلت فلسطينية في الحي.
ولاحقًا، ألغى منظمو مسيرة الأعلام الإسرائيلية مسيرتهم التي كانوا يعتزمون تنظيمها "احتفالًا بإعلان توحيد القدس"، التي كان من المفترض أن تجوب شوارع القدس المحتلة، داعين المستوطنين إلى التجمع قرب باب الخليل رغم إلغاء المسيرة.
ومع انتهاء المهلة التي منحتها كتائب القسّام للاحتلال لسحب جنوده من المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" والإفراج عن المعتقلين؛ انطلقت رشقات صواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، وأصاب أحدها مبنى في كريات عنافيم غربي القدس. وعلى الفور، أخلى جيش الاحتلال مبنى الكنيست، وحائط البراق من المستوطنين.