أعلنت المتحدثة باسم وزارة الداخلية في بيلاروسيا اليوم الإثنين، أن المعارض البيلاروسي رومان بروتاسيفيتش الذي اعتُقل بعد اعتراض طائرة تجارية كان يستقلها، قيد التوقيف الاحتياطي في سجن في مينسك.
وأضافت المتحدثة: "لم يكن هناك شكاوى حول وضعه الصحي"، في حين أكدت والدة المعارض مساء لوسائل إعلام بيلاروسية أن نجلها قد يكون نُقل إلى المستشفى لمشاكل في القلب.
وردّت الداخلية مؤكدة أن "المعلومات مغلوطة"، ومضيفة أن الناشط موجود في السجن الرقم 1 في وسط العاصمة.
اعتراض الطائرة
وكان المعارض البيلاروسي، البالغ من العمر 26 عامًا، اعتُقل في مينسك بعدما اعترضت السلطات طائرة مدنية كان يستقلها.
وحصلت الوقائع الأحد حين أقلعت مقاتلة من نوع ميغ-29 بأمر شخصي من لوكاشينكو لاعتراض طائرة تابعة لشركة "راين إير" كانت تقوم بالرحلة "إف. آر. 4978" بين أثينا وفيلنيوس، عاصمتي دولتين من الاتحاد الأوروبي، أثناء عبورها المجال الجوي البيلاروسي.
وبررت السلطات البيلاروسية اعتراض الطائرة بتلقيها إنذارًا بوجود قنبلة تبيّن لاحقًا أنه كاذب.
وبعد هبوط طارئ لبضع ساعات في مطار مينسك وتفتيش الطائرة وركابها، انطلقت طائرة البوينغ 737-800 مجددًا إلى ليتوانيا، لكن بدون رومان بروتاسيفيتش الذي أوقفته قوات الأمن برفقة صديقته صوفيا سابيغا.
وأفاد ركاب على متن الطائرة أن المعارض أُصيب "بالذعر"، وقال إنه "يواجه احتمال عقوبة الإعدام".
"أتعاون مع المحققين"
وأفاد المعارض الشاب في وقت لاحق اليوم أنه يتعاون مع المحققين، وفق شريط فيديو بثه التلفزيون العام.
The regime's propaganda channels posted a video of arrested Raman Pratasevich, saying that he is treated lawfully in the Minsk Detention Center №1. This is how Raman looks under physical and moral pressure. I demand the immediate release of Raman and all political prisoners. pic.twitter.com/zdolsbp6m5
— Sviatlana Tsikhanouskaya (@Tsihanouskaya) May 24, 2021
وقال في هذا مقطع الفيديو المصور الذي بدا فيه جالسًا خلف طاولة قبالة الكاميرا: "فريق (التحقيق) يتعامل معي بشكل مناسب تمامًا ومع احترام القانون. أواصل تعاوني مع المحققين وأدلي باعترافاتي فيما يتعلق بتدبير اضطرابات كبيرة".
"ضلوع بأنشطة إرهابية"
ورومان بروتاسيفيتش هو رئيس التحرير السابق لمحطة "نيكستا" المعارضة، والتي اضطلعت بدور رئيسي في تنظيم الحركة الاحتجاجية التاريخية ضد ألكسندر لوكاشنكو في 2020.
وكان المعارض الشاب يقيم في منفاه في ليتوانيا، وهو ملاحق في بيلاروسيا بتهمة "إثارة اضطرابات كبيرة" التي تصل عقوبتها إلى السجن 15 عامًا.
وأدرجته الأجهزة الأمنية البيلاروسية على قائمة "الأفراد الضالعين في أنشطة إرهابية".
"قرصنة وإرهاب دولة"
وندّدت الدول الغربية والمعارضة بشدة بهذه الواقعة، متهمة مينسك بـ"القرصنة" وبممارسة "إرهاب" الدولة.
وأكّد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الإثنين أن أنطونيو غوتيريش "يؤيد الدعوات إلى إجراء تحقيق شفاف ومستقل بالكامل حول هذا الحادث المقلق، ويحضّ جميع الأطراف المعنيين على التعاون مع هذا التحقيق".
وقال ستيفان دوجاريك في بيان: إن الأمين العام "قلق بشدة حيال ما يبدو أنه هبوط إلزامي لطائرة ركاب في بيلاروسيا، وما أعقبه من اعتقال للصحافي رومان بروتاسيفيتش".
وأضاف ردًا على سؤال حول مصير الصحافي المعارض الذي تم اعتقاله: "نريد أن يتم الإفراج عنه".
وأوضح أن "الأمين العام يبقى قلقًا جدًا لتدهور وضع حقوق الإنسان في بيلاروسيا. ويدعو السلطات إلى أن تحترم كليًا كافة واجباتها الدولية في مجال الحقوق، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع".
وقرّر الاتحاد الأوروبي مساء الإثنين إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات البيلاروسية تحت وطأة ضغط متزايد إثر اعتراض الطائرة التجارية التي كان الصحافي على متنها.
وأعلنت المنظمة الدولية للطيران المدني عقد اجتماع طارئ لمجلسها الإداري الخميس لبحث الحادث.
واستدعى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وألمانيا سفراء بيلاروسيا.
وتوعّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بـ"رد قوي جدًا" من الاتحاد الأوروبي على هذا "السلوك المشين".
كما دعت الولايات المتحدة، على غرار الاتحاد الأوروبي، إلى إطلاق سراح المعارض.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فاعتبر أن مينسك تصرفت بصورة "منطقية"، مؤكدًا استعدادها للتعامل بـ"شفافية تامة" مع هذه المسألة.
"ما يشبه كوريا الشمالية"
إلى ذلك، نددت المعارِضة المقيمة في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا مرة جديدة الإثنين بتوقيف الصحافي.
وقالت خلال مؤتمر صحافي في فيلنيوس: "حصل نموذج عن إرهاب الدولة. الآن سيكون جميع الركاب الذين يعبرون في طائرات تابعة لشركات مدنية فوق بيلاروسيا في خطر".
وأضافت "النظام حوّل بلدنا إلى ما يشبه كوريا الشمالية في وسط أوروبا".