إذا ما حصلت الحكومة المرتقب تشكيلها في إسرائيل خلال الأيام المقبلة على ثقة الكنيست، فإن رئيس حزب "يمينا" المتطرّف نفتالي بينيت سيطيح ببنيامين نتنياهو ليحلّ مكانه في رئاسة الوزراء.
مواقف كثيرة تطبع سيرة بينيت السياسية، من بينها تفاخره بقتله الفلسطينيين ودعوته إلى قتل الأسرى. فماذا فيها أيضًا؟
نشأة نفتالي بينيت
وُلد بينيت قبل 49 عامًا لوالدين مهاجرَين أميركيَين في بلدة حيفا، وتلقى تعليمه الثانوي في المعهد الديني "يافنيه" هناك.
ثم تلقى دراسته الجامعية في الجامعة العبرية في القدس، ونال شهادة البكالوريوس بالحقوق.
والرجل كان من ضباط وحدة النخبة في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أو ما يُعرف بـ"سييرت متكال". كما كان رئيسًا لمنظمة استيطانية في الضفة الغربية.
وعمل بينيت بصفة رجل أعمال في مجال التكنولوجيا، وكان أحد مؤسّسي شركة "كيوتا" لتأمين المعلومات عام 1999، التي بيعت إلى شركة "آر. إس. إيه" الأميركية بمبلغ 145 مليون دولار عام 2005.
كما شغل منصب المدير العام لشركة "سولوتو"، التي بيعت بعد ذلك بنحو 100 مليون دولار.
دخوله عالم السياسة
اقتحم بينيت عالم السياسة بصفة مساعد لنتنياهو ورئيس مكتبه في عام 2007.
وبعد ذلك، شغل مناصب وزارية عدّة من بينها: وزير الاقتصاد بين العامين 2013 و2015، والتعليم بين الأعوام 2015 و2019، وكذلك وزير الدفاع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 حتى مايو/ أيار 2020.
في وقت لاحق اختلف مع نتنياهو ليصبح في عام 2020 رئيسًا لحزب "يمينا" اليميني، الذي أسسه مع شريكته أيليت شاكيد.
وهذا الحزب الذي يؤمن بـ"تعزيز الهوية اليهودية" وبـ"دولة إسرائيل الكبرى"، حصل على 7 مقاعد بالانتخابات في مارس/ آذار الماضي؛ وهو ما فتح الطريق أمام تناوب بينيت على رئاسة الحكومة مع يائير لابيد.
فيما يخص مواقف رئيس "يمينا" فهو يؤيّد ضم الكثير من أراضي الضفة الغربية لإسرائيل، وتفاخر سابقًا بقتله لفلسطينيين.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عام 2013 عنه قوله: "لقد قتلت الكثير من العرب في حياتي، ولا توجد مشكلة في ذلك".
وهو يرفض صفقات تبادل الأسرى، وأعلن دعمه "قتل الأسرى الفلسطينيين بدلًا من تقديمهم للمحاكمة"، حيث قال: "يجب قتل الإرهابيين، لا إطلاق سراحهم".
الائتلاف الحكومي الإسرائيلي
وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أعلن أمس الأربعاء نجاح المعارضة في التوصل إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي يُمهّد الطريق لخروج نتنياهو، الذي يُعد أطول رؤساء الوزراء خدمة في إسرائيل.
وجاء هذا الإعلان قبل نحو 30 دقيقة من انتهاء مهلة كان منحها له الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الذي كلّفه بتشكيل الحكومة بعد فشل حزب ليكود برئاسة نتنياهو وحلفائه في الحصول على أغلبية 61 مقعدًا في الكنيست تُمكنه من تشكيل الحكومة؛ إثر الانتخابات التشريعية التي جرت في مارس/ آذار الماضي.
ويضم الائتلاف 8 أحزاب من بينها حزب "هناك مستقبل" الذي يرأسه يائير لابيد وفاز بالمرتبة الثانية في الانتخابات، وحزب "يمينا" اليميني المتطرف برئاسة نفتالي بينيت، إضافة إلى حزب "القائمة العربية الموحدة" الذي يُعد أول حزب عربي يُشارك في تشكيل الحكومة الإسرائيلية.
ويُنتظر أن تعمل المعارضة على توزيع الحقائب الوزارية وتحصل على ثقة الكنيست خلال 7 أيام.
وبموجب الاتفاق، فإن لابيد وبينيت سيشغلان منصب رئيس الوزراء بالتناوب، حيث سيُعين بينيت رئيسًا للحكومة في العامين الأولين بينما سيشغل لابيد منصب وزير الخارجية، إلى أن يتبادل الرجلان الأدوار في العامين التاليين.