شهدت مالي، أمس الجمعة، يومًا داميًا؛ إذ استهدفها هجومان، أحدهما على موقع عسكري في وسط البلاد خلّف ستة قتلى، والثاني على موقع مؤقت للأمم المتحدة في الشمال أسفر عن 15 جريحًا.
وأسفر الهجوم على موقع عسكري في قرية بوني عن مقتل ستة جنود وجرح واحد. وكان عشرة جنود ماليين قُتِلوا في فبراير/ شباط الماضي في القرية نفسها.
وقالت القوات المسلحة المالية إنها صدت "بقوة" هجمات "متزامنة" نُفِذت في هذه القرية، بعد ظهر الجمعة.
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أعلنت الأمم المتحدة أن انفجار سيارة مفخخة في شمال مالي أدى إلى جرح 15 عنصرًا من قوة حفظ السلام التابعة لها، غالبيتهم من الألمان.
La base temp. de la Force MINUSMA, cible d’une attaque terroriste par véhicule suicide ce matin, avait été établie pr sécuriser le passage de la 3e compagnie du Bataillon de l'armée malienne reconstituée en route pr #Kidal et qui avait fait l’objet hier d’une attaque par un #EEI. pic.twitter.com/EC69jlMi76
— MINUSMA (@UN_MINUSMA) June 25, 2021
وأصيب ثلاثة من الجنود الألمان الـ12 إصابات خطرة، وفق ما أوضحت وزيرة الدفاع الألمانية انغريت كرامب-كارينباور؛ ووضع اثنين منهما مستقر في حين خضع ثالث لعملية جراحية.
وأصيب جندي بلجيكي أيضًا، وفق وزارة الدفاع البلجيكية. وتلقى الإسعافات الأولية في المكان ونقل بعدها إلى المستشفى.
وأشارت بعثة الأمم المتحدة إلى مالي (مينوسما) إلى وقوع 15 جريحًا في الهجوم، الذي شن بواسطة آلية مفخخة في قاعدة موقتة قرب بلدة إيشاغارا.
وكانت العبوة انفجرت لدى مرور موكب لمينوسما، معه كتيبة "مختلطة" للجيش المالي تضم متمردين سابقين قاتلوا القوات النظامية في الشمال قبل توقيع اتفاق السلام عام 2015.
القوات الدولية في مالي
ومنذ عام 2012، واندلاع حركات تمرد انفصالية في شمال البلاد، غرقت مالي في أزمة متعددة الأشكال أسفرت عن سقوط الآلاف من المدنيين والمقاتلين رغم دعم الأسرة الدولية وتدخل قوات أممية وإفريقية وفرنسية.
ووقع الانفصاليون اتفاق سلام عام 2015، إلا أن مالي لا تزال هدفًا لهجمات جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة و"داعش"، بالإضافة إلى حوادث عنف بين الجماعات المحلية وعمليات تهريب متنوعة. وتوسعت رقعة أعمال العنف لتطال بوركينا فاسو والنيجر المجاورين.
وغالبا ما تتعرض "مينوسما"، التي تضم 18300 عضو من بنيهم 13200 عسكري، لهجمات على غرار القوات المالية والفرنسية. وقد تكبدت البعثة أكبر عدد ضحايا بين كل بعثات الأمم المتحدة في العالم.
وتنشر فرنسا، قوة الاستعمار السابقة في مالي والتي تدخلت عسكريًا في هذا البلد عام 2013 لمحاربة المسلحين، نحو 5100 جندي حاليًا في منطقة الساحل.
لكن الرئيس إيمانويل ماكرون أعلن في وقت سابق هذا الشهر أنه سينهي مهام عملية برخان التي يقودها.
لكن وزارة الخارجية الفرنسية أكدت أن "فرنسا تبقى إلى جانب كل شركائها في الساحل لمكافحة آفة الإرهاب".