الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

سد النهضة.. دعوات لحل دبلوماسي وإسرائيل تنفي ضلوعها في الأزمة

سد النهضة.. دعوات لحل دبلوماسي وإسرائيل تنفي ضلوعها في الأزمة

شارك القصة

 أخطرت إثيوبيا في 5 يوليو دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه (غيتي)
أخطرت إثيوبيا في 5 يوليو دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه (غيتي)
جدد رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك الدعوة لاتفاق ملزم حول سد النهضة، واصفًا الملء الثاني بـ"الخطوة الأحادية" التي لا تهدف للسلام والتوزيع العادل للمياه.

لم تصل أزمة سد النهضة إلى خواتيم إيجابية بعد، رغم الحراك الدولي الذي قامت به دولتا المصب، مصر والسودان. ومع بدء الملء الثاني للسد من قبل إثيوبيا، استمرت القاهرة والخرطوم بالدفع نحو حل دبلوماسي، يؤمن حقوق البلدين بعيدًا عن أي حلول عسكرية.

وطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، المجتمع الدولي بدفع المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي بجدية من أجل الوصول إلى اتفاق ملزم حول تشغيل وملء السد، غداة إعلان اكتمال ملئه الثاني.

وخلال اتصال هاتفي، بحث السيسي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، "أبرز ملفات العلاقات الثنائية وتبادلا وجهات النظر بشأن مستجدات القضايا الإقليمية وقضية سد النهضة".

وأكد السيسي "موقف مصر الثابت بالتمسك بحقوقها التاريخية من مياه النيل وبالحفاظ على الأمن المائي لمصر حاليًا ومستقبلًا".

وشدد على "ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤوليته لدفع عملية التفاوض بجدية وبإرادة سياسية حقيقية للوصول لاتفاق شامل وعادل وملزم قانونًا حول ملء وتشغيل السد".

من جانبه، أكد جونسون، بحسب البيان، "دعمه لجهود استئناف عملية التفاوض من أجل الوصول إلى حل عادل لتلك القضية".

ووسط تعثر المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي منذ أشهر، أخطرت إثيوبيا في 5 يوليو/ تموز الجاري، دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراء أحادي الجانب.

والإثنين، أعلن وزير الري الإثيوبي سيلشي بيكيلي، الانتهاء من الملء الثاني للسد، والذي لم تعلق عليه مصر بعد، بينما اعتبر رئيس مجلس الوزراء السوداني، عبدالله

إسرائيل تنفي مسؤوليتها

في السياق نفسه، أعلنت السفارة الإسرائيلية في القاهرة أن تل أبيب تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في أزمة سد النهضة، نافية ضلوعها في القضية.

وهذا الموقف كان قد أكده وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد خلال لقائه مع نظيره المصري سامح شكري في بروكسل.

من هنا، يرى الباحث في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية لا يعبّر عن حقيقة ما يجري، لأن إسرائيل تعتمد سياسة الغموض في كل الملفات.

ويشير بشارات، في حديث إلى "العربي" من غزة، إلى أنه في حال لم تطّلع حكومة نفتالي بينيت على مجريات الأحداث، فإن سلفه بنيامين نتنياهو كان قد أسس لمجموعة من العلاقات المعقدة في إفريقيا.

ويقول: تعاني الخارجية الإسرائيلية حاليًا من مشكلة أن نتنياهو كان يتفرّد بإدارتها دون أن يكون لوزير الخارجية أي دور.

ويضيف: صوّرت إسرائيل، عبر بيان سفارتها، أنها على الحياد في الأزمة، لكن وراء الكواليس لا يمكن لأحد أن ينفي تدخلها في هذه القضية.

السودان يدعو لاتفاق ملزم

من جهة أخرى، جدد رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك الدعوة لاتفاق ملزم حول سد النهضة، واصفًا الملء الثاني بـ"الخطوة الأحادية" التي لا تهدف للسلام والتوزيع العادل للمياه في المنقطة.

ويعتبر عضو المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني نور الدين صلاح أن مشكلة ملء سد النهضة تكمن في أنها تحصل من دون التنسيق مع الدول المتأثرة.

ويؤكد صلاح، في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أن السودان يتخوّف من تأثير سد النهضة على السدود السودانية، لأن أي تدفق مفاجئ قد يشكل تهديدًا على شريط النيل الأزرق.

ويقول: "لا نملك أي معلومات عن كيفية ملء السد ما سيدخلنا في دوامة كبيرة".

ويضيف: السودان يريد الوصول إلى حلول سلمية تحفظ العلاقات الأزلية بين البلدين، "ونحن لا نرفض السد، لكن الفوائد منه لا يمكن أن تتم بالطريقة التي تعمل بها إثيوبيا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
تغطية خاصة
Close