أكد رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، اليوم الأربعاء، أن حركة طالبان اكتسبت "زخمًا استراتيجيًا" في هجماتها في أنحاء أفغانستان، إلا أنه اعتبر أنّ انتصارها "غير مضمون إطلاقًا".
وأوضح ميلي في مؤتمر صحافي أنّ مسلحي طالبان باتوا يسيطرون تقريبًا على نصف مراكز المقاطعات البالغ عددها نحو 420 في أفغانستان، في أحدث مؤشر على مدى تدهور الوضع الأمني هناك.
وإذ أشار ميلي إلى أنّ أكثر من مئتي منطقة من أصل 419 أصبحت خاضعة حاليًا لسيطرة الحركة، لفت إلى أنّ أجهزة الأمن الأفغانية "تعزز" قواتها لحماية سكان المدن الرئيسية.
ورغم ذلك، شدّد رئيس هيئة الأركان المشتركة على أن "سيطرة طالبان العسكرية تلقائيًا ليست أمرًا مفروغًا منه".
طالبان تسعى لجعل أفغانستان "ملجأ للإرهابيين"
في غضون ذلك، اتهم الرئيس الأفغاني أشرف غني حركة طالبان بأن لها علاقة وطيدة بتنظيم القاعدة وجيش محمد وعسكر طيبة.
وقال غني، خلال زيارة إلى قيادة القوات الخاصة: إنّ طالبان تسعى إلى جعل البلاد ملجأ لمن وصفهم بالإرهابيين، مشيرًا إلى أن الشعب الأفغاني والدولة لن يسمحا بذلك.
وشدد كذلك على أنّ السلطة ستعمل على توفير كل أشكال الدعم للقوات الخاصة من أجل حماية ما تحقق خلال العقدين الماضيين.
"تحركات نظامية" قامت بها طالبان
إلى ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية روح الله أحمد زاي في تصريح لـ"العربي" اختيار طالبان الحالة الدفاعية خلال أيام العيد.
وقال إن الحركة قامت بعدد من التحركات النظامية في مناطق عدة بمختلف الولايات الأفغانية، وأشار لوقوع اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن وقوع ضحايا دون أن يعطي مزيدًا من التفاصيل.
وكانت حركة طالبان الأفغانية قد أعلنت أنها لن تخوض معارك وعمليات قتالية خلال أيام عيد الأضحى إلا للدفاع عن النفس، لكنها لم تعلن وقفًا رسميًا لإطلاق النار.
وأكد متحدث باسم حركة طالبان لوكالة الأنباء الفرنسية أن الحركة "في وضع دفاعي" خلال العيد دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
هدنة غير معلنة.. ماذا عن الخروقات؟
وبحسب مراسل "العربي" في كابل، كانت هناك هدنة غير معلنة في عيد الأضحى، لكن تمّ خرقها عبر اشتباكات في بعض المناطق وليس على كل جبهات القتال.
ويشير إلى أنّ ذلك حدث في قندهار خصوصًا حيث تحاول حركة طالبان السيطرة على المدينة بعد السيطرة على مديريات كثيرة في هذه الولاية بما في ذلك المعبر الحدودي مع باكستان، وهي تحاول الآن الدخول لمدينة قندهار مع ما لها من رمزية.
ويلفت مراسلنا إلى أنّ وزارة الدفاع ردت بغارات جوية في محاولة لوقف زحف مسلحي طالبان مما أدى لمقتل 18 على الأقل منهم وفق ما ذكرت الوزارة، علمًا أنّ المواجهات استمرت بشكل أخف في بعض الولايات الأخرى.