الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الملء الثاني لسد النهضة.. ما هي استعدادات مصر والسودان للتعامل مع التداعيات؟

الملء الثاني لسد النهضة.. ما هي استعدادات مصر والسودان للتعامل مع التداعيات؟

شارك القصة

تُحدث إثيوبيا ارتباكًا في منظومة السدود السودانية بسبب سد النهضة (غيتي)
تُحدث إثيوبيا ارتباكًا في منظومة السدود السودانية بسبب سد النهضة (غيتي)
في أول تصريح رسمي بشأن حجم الملء الثاني لسد النهضة، أعلنت وزارة الري السودانية أن السد الإثيوبي لم يعد يتحكّم في تدفّق المياه في النيل الأزرق.

تُعرب إثيوبيا عن فخرها بالملء الثاني لبحيرة سد النهضة، بينما يزداد القلق في السودان من تبعات غياب معلومات التشغيل.

فداخل وزارة الري السودانية، تبرز التساؤلات بشأن ما أقدمت عليه إثيوبيا. واكتشفت الخرطوم أن الملء كان عبارة عن 4 مليارات متر مكعّب فقط؛ على عكس المعلومات التي تسرّبت عن نية إثيوبيا ملء 13 مليار متر مكعب من بحيرة سد النهضة.

من جهتها، عقدت اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد نهر النيل في مصر اجتماعًا برئاسة وزير الموارد المائية والري، وحضور مسؤولين من الوزارة وممثلين عن المركز القومي لبحوث المياه، في إطار السعي لمتابعة آليات إدارة مياه النيل وتوزيعها للحفاظ على منسوبه الآمن.

وفي سياق متصل، تقوم وزارة الريّ المصرية بقياس دقيق لمعدلات سقوط الأمطار بمنابع النيل، والحالة الهيدرولوجية للنهر، وتحديد كميات المياه التي وصلت إلى نهر السد العالي، وبحث السيناريوهات المختلفة للفيضان.

غياب اتفاق قانوني

في أول تصريح رسمي بشأن حجم الملء الثاني لسد النهضة، أعلنت وزارة الري السودانية أن السد الإثيوبي لم يعد يتحكّم في تدفّق المياه في النيل الأزرق.

وأكد وزير الري والموارد الطبيعية السوداني ياسر عباس ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة.

وعن تداعيات الملء الثاني لسدّ النهضة، قال عباس: إن السد الأثيوبي يهدد حياة نصف السكان إذا ما ظل يعمل من دون تطبيق تفاهمات بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى.

وتعتبر الخرطوم أن إثيوبيا تنتهج سياسة الأمر الواقع، التي من شأنها أن تُحدث ارتباكًا في منظومة السدود السودانية.

وقال محمد عبد العزيز، باحث سوداني في قضايا المياه والنزاعات، في حديث إلى "العربي": في ظل غياب أي اتفاق قانوني، تُهدّد منشآت المياه السودانية الحيوية حياة السودانيين من خلال تعطّل أنظمة الريّ والطاقة.

اختبار كبير

وأوضح خيري عمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صقاريا، أن تصريح وزارة الري المصرية يأتي في إطار الاستعداد للتعامل مع الفيضان في نهر النيل، وكيفية احتواء الفائض من المياه.

لكنّه اعتبر، في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، أن التصريح السوداني يعكس ضعف استعداد الخرطوم للفيضان.

وقال عمر: إن الصعوبة في التنسيق مع إثيوبيا في الوقت الحالي، تؤذي أنظمة الري وأنظمة إنتاج الكهرباء في السودان.

كما رجّح وجود أعطال تمنع السد الإثيوبي من القيام بوظائفه كاملة، معتبرًا أن الاستثمارات في بناء السد لم تُحقّق أهدافها، وتُمثّل خسارة كبيرة.

وقال: إن وزارتي الري المصرية والسودانية أمام اختبار كبير في كيفية التعامل مع هذا الوضع.

الشرفي: فرصة ذهبية للعودة إلى المفاوضات

وعن التضارب في المعلومات حول كمية المياه في الملء الثاني، رجّح الصادق الشرفي، عضو لجنة التفاوض السابق وخبير السدود، أن يكون هناك مشهدان؛ الأول أن يكون هناك بعض المشاكل الفنية في سدّ النهضة، والثاني أن تكون إثيوبيا قد تعرّضت لضغوط من أجل تخفيف كمية الملء، وفي الوقت نفسه أن تظهر بمظهر الفائز أمام شعبها.

واعتبر الشرفي، في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أن إثيوبيا أمام فرصة "ذهبية" للعودة إلى المفاوضات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close