اعترف أرمين لاشيت، المرشح الأوفر حظًا لخلافة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في الانتخابات التشريعية المقبلة، الجمعة بارتكاب "أخطاء" بعد اتهامه بالسرقة الأدبية في كتاب أصدره قبل سنوات، على غرار منافسته مرشحة حزب الخضر.
وقال لاشيت (60 عامًا): "هناك بوضوح بعض الأخطاء التي أتحمّل مسؤوليتها"، معترفًا باستخدام محتوى من كاتب واحد على الأقل من دون ذكره، بصفته مصدرًا في الكتاب الذي أصدره عام 2009.
وأضاف: "أريد أن أتقدّم باعتذاري"، وتعهد أن يطلب على الفور "مراجعة الكتاب بأكمله"، لتحديد ما إذا كان يتضمّن أي أخطاء أخرى مماثلة.
وجاء الاعتذار بعد تغريدة الجمعة نشرها كراستن فايتزنيغر، الخبير في مساعدات التنمية، أعلن فيها تبلّغه من "متعقب" ألماني للسرقات الأدبية، أن لاشيت اقتبس محتوى منه من دون ذكر المصدر.
وردّ فايتزنيغر بدعابة، معتبرًا أنه من الجيّد أن "يبدي المسؤولون السياسيون اهتمامًا بالعلوم، وهو ما ليس بالضرورة حال السيد لاشيت دائمًا".
لاشيت يعتذر عن زلة خلال تفقد آثار الفيضان
وجاءت إثارة القضية في وقت تعرّض أرمين، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في ألمانيا، لانتقادات واسعة خصوصًا بعدما التقطت صور له وسط نوبة ضحك مع مسؤولين محليين خلال تكريم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير لضحايا الفيضانات، التي ضربت البلاد منتصف الشهر الحالي.
وقدّم إثر ذلك اعتذاره أيضًا.
ومنذ ذلك الحين، أظهرت استطلاعات للرأي خسارة المحافظين، الممثلين في تحالف حزبي "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" و"الاتحاد الاجتماعي المسيحي"، بعض النقاط، رغم أنّهم ما زالوا متقدمين ويحتفظ لاشيت بحظوظه في خلافة ميركل.
وأظهر استطلاع رأي نشر الجمعة، وأجري لصالح قناتي "أرت تي أل" و"أن تي في" أن تحالف الحزبين قد تراجع بنقطتين ويحظى بتأييد 28% من الراغبين بالاقتراع، مقابل تقدّم خصمهما حزب الخضر المعارض، بنقطة واحدة، بحصوله على تأييد 21% من الناخبين.
وفي الأشهر الأخيرة، استفاد لاشيت من تراجع التأييد لحزب الخضر الذي تضرّرت حملته الانتخابية بعدما كان قد بدأها بقوة، بسبب هفوات ارتكبتها زعيمته المرشّحة أنالينا بيربوك (40 عامًا) والتي كانت المرشحة الأبرز لخلافة ميركل.
واتُهمت بيربوك مطلع الشهر الحالي أيضًا بالسرقة الأدبية في كتاب أصدرته. ومن أبرز الأخطاء التي ارتكبتها عدم إعلامها البوندستاغ (مجلس النواب) بمكافآت معفاة من الضرائب دفعها لها حزبها. واضطرت كذلك إلى تصحيح سيرتها الذاتية التي تضمنت العديد من المغالطات، لا سيما فيما يتعلق بعضويتها في منظمات غير حكومية.