السباق لرئاسة المستشارية الألمانية لم يحسم بعد، على الرغم من أن اسم أرمين لاشيت الذي أصبح رئيساً جديداً للحزب المحافظ الألماني نهاية الأسبوع يتم تداوله كأبرز المرشحين حظاً لخلافة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إلا أن هناك شخصيتين محافظتين بارزتين ينافسانه هما ماركوس سودير وينس شبان.
وللمرة الأولى منذ عام 2000، يرأس الاتحاد المسيحي الديموقراطي رجل، هو أرمين لاشيت البالغ من العمر 59 عاماً، وهو حاكم محلّي ذو خط معتدل.
حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي يختار أرمن لاشيت خلفا لـ #ميركل في #ألمانيا، والأخيرة تنوي اعتزال السياسة#العربي_اليوم pic.twitter.com/xP1WRMFh1O
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 17, 2021
وفي خطابه السبت أمام المؤتمر "الافتراضي" للحزب، ألمح لاشيت بوضوح إلى أنه يرغب في قيادة المعسكر المحافظ في الانتخابات العامة في 26 أيلول/سبتمبر.
وتشكل هذه الانتخابات قطيعة مع التاريخ الحديث لألمانيا، فهي في الواقع نهاية لعهد ميركل، التي أعلنت تقاعدها بعد فترة حكم قياسية لمدة 16 عاماً تساوي فترة ولاية هلموت كول في المستشارية.
تناوب
وعلى الرغم من فوزه على اليميني فريدريش ميرتس، إلا أنه لا ضمانة بأن لاشيت الذي يحكم منطقة رينانيا شمال وستفاليا، سيقود المحافظين في انتخابات أيلول/سبتمبر.
إذ يرى 28 في المئة فقط من الألمان أنه سيكون مستشاراً جيداً، وفق إحصاء أجرته الجمعة شبكة "زد دي اف" الألمانية العامة.
وسيجري اختيار مرشح اليمين الألماني الذي يحل في طليعة نوايا التصويت بفارق كبير، في آذار/مارس بعد سلسلة انتخابات محلية.
المنافسون
وينافس لاشيت مسؤولان يحظيان بشعبية لا بأس لها ويحيط الغموض حتى الآن نواياهما بشأن الترشح.
الأول هو حاكم بافريا ماركوس سودير واحد من الشخصيات المفضلة لدى الألمان منذ تفشي فايروس كورونا، وثاني أكثر الشخصيات شعبية في ألمانيا بعد ميركل. حيث يؤيد سودير منذ البداية إجراءات صارمة لاحتواء الوباء، وهو موقف يلقى امتنانا من الألمان، كما أنه نجح في تغيير صورته ويتخذ مواقف تلتقي مع البيئيين.
وألقى سودير البالغ من العمر 54 عاماً خطاباً جامعاً الجمعة في ميونيخ خلال مؤتمر الاتحاد المسيحي الديموقراطي. وكان نشر على تويتر قبيل ذلك صورةً لكلبته الجديدة، ورحب في عبارة يلفها الغموض بـ "التناوب" المقبل.
Schöne Nachricht in schwerer Zeit: Wir haben mit Molly „Nachwuchs“ bekommen. Sie ist eine süße junge Hundedame. Da geht einem das Herz auf. pic.twitter.com/BBpaExMW8H
— Markus Söder (@Markus_Soeder) January 15, 2021
من جهتها ترى صحيفة دير شبيغل الألمانية أن حضوره الدائم في الإعلام حيث يقدّم نفسه كمدير فعال للأزمة، أعطته هالة المنقذ.
بدورها أستاذة العلوم السياسية في ميونيخ أورسولا مونش أنه من المثير للاهتمام أن يُعتبر سودير قادراً على تولي منصب المستشارية. لكنه لا يملك أي خبرة سياسية على المستوى الفدرالي ولا شبكة موثوقة في برلين. ولذلك سيكون ترشيحه لمنصب المستشارية" أمراً فيه مخاطرة.
أما المرشح المحتمل الآخر هو وزير الصحة الحالي ينس شبان البالغ من العمر 40 عاماً وهو أكثر اتجاهاً نحو اليمين من ميركل، لكنه كسب شعبية منذ بدء تفشي الوباء، إذ كان في الصفوف الأولى لمواجهته.
ولم يفز شبان في 2018 برئاسة الاتحاد المسيحي الديموقراطي، وتراجع عن الترشح لرئاسة الحزب هذه المرة وتحالف مع لاشيت. ويفترض أن يمارس مهاماً متقدمة في الحزب بعد فوز لاشيت.
وأثار فتور دعمه للاشيت خلال الحملة الداخلية والشائعات المحيطة بطموحه الوصول إلى رأس هرم السلطة، بعض التوتر الداخلي.
في المقابل، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة نيلز ديدريش أنه بصفته عضواً في قيادة الاتحاد المسيحي الديموقراطي، سيكون شبان بالتأكيد حاضراً جداً في مسألة البحث عن مرشح مستقبلي للمستشارية. لكن من غير المرجح أن ينضم هو نفسه إلى صفوف المرشحين.
وبالإضافة إلى دعمه للاشيت، يواجه شبان مهمة التصدي للوباء الذي يضرب ألمانيا بشدة منذ أسابيع. وبعدما حظي بالثناء لإدارته للأزمة، يجد نفسه الآن تحت الانتقادات لبطء حملة التلقيح.
وكانت ميركل، وهي سياسية مخضرمة في أوروبا وفازت على الدوام بأصوات الناخبين الألمان منذ توليها قيادة البلاد عام 2005، قد قالت إنها لن تترشح لمنصب المستشار مرة أخرى، ومنذ تنحيها عن رئاسة الحزب في كانون الأول/ ديسمبر عام 2018 والحزب يعاني لإيجاد خليفة مناسب لها.