يصدر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن فور دخوله إلى البيت الأبيض، الأربعاء، 17 قراراً يتراجع فيها عن إجراءات اتّخذتها إدارة دونالد ترمب، ومنها التّعهد بعودة الولايات المتحدة الى اتّفاقية باريس حول المناخ وإلى منظمة الصحة العالمية، كما أفاد مستشاروه.
فيروس كورونا
ومن أجل الحد من انتشار الفيروس الذي تسبّب في وفاة أكثر من 400 ألف شخص في الولايات المتحدة، سيوقّع الرئيس مرسوماً يجعل وضع الكمامة إلزامياً في المباني الفدرالية أو من قبَل الموظفين الفدراليين.
وبهدف تخفيف أثر الوباء على الأشخاص الذين فقدوا مداخيلهم، يعتزم توسيع تجميد عمليات الطرد من المنازل، وتمديد وقف سداد قروض الطلّاب.
سياسة الهجرة
وفي مجال سياسة الهجرة، سيلغي بايدن أيضاً مرسوم الهجرة الذي اعتمده سلَفه لمنع رعايا دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة. كما سيعلّق أعمال بناء جدار على حدود المكسيك وتمويله بموازنة من البنتاغون.
وفي موازاة ذلك، سينقل بايدن مشروع قانون حول الهجرة إلى الكونغرس، وسيتيح خصوصًا للشباب الـ 700 ألف الذين وصلوا سراً إلى الولايات المتحدة حين كانوا أطفالاً، ولمهاجرين آخرين في أوضاع غير قانونية؛ احتمال حصولهم بشروط على الجنسية على المدى الطويل.
وينص مشروع الإصلاح أيضًا على أموال إضافية لتعزيز الرقابة والضوابط على الحدود، وخطة مساعدة للسلفادور وغواتيمالا وهندوراس، وهي الدول التي ينطلق منها معظم المهاجرين، بقيمة أربع مليارات دولار على أربع سنوات، أما الجبهة الرابعة لتحرك بايدن فستكون مكافحة عدم المساواة العرقية.
اتفاقية باريس
وسيوجّه بايدن رسالة إلى الأمم المتحدة لكي تتمكن واشنطن من الانضمام إلى اتفاقية باريس في غضون شهر، كما سيسحب الإذن الذي منحه ترمب لمشروع خط أنابيب النفط "كيستون أكس إل"، الذي يربط حقول كندا النفطية بالولايات المتحدة.
كما سيوقع بايدن مرسومًا يأمر فيه الوكالات الفدرالية بتقييم عدم المساواة في برامجها وفي المجال السياسي، وإعادة العمل ببرامج التدريب في مجال التنوع التي ألغاها سلفه.
ترمب يصدر قرارات بالعفو
وقبل ساعات من رحيله عن منصبه، أصدر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب عفواً عن 73 شخصاً بينهم مستشاره السابق ستيف بانون وحلفاء آخرون، حسب بيان نشره البيت الأبيض.
وكان بانون (66 عامًا) أحد مهندسي حملة دونالد ترمب الرئاسية في 2016 قبل طرده. وقد حصل على العفو الرئاسي بينما يواجه تهمة اختلاس أموال كانت مخصّصة، حسبما يعتقد، لبناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
من جهتها، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأنّ ترمب أصدر قراراً بالعفو عن مستشاره السابق في اللحظة الأخيرة بعدما تحدث معه هاتفيًا. وأوضحت أن العفو الرئاسي من شأنه أن يلغيَ التّهم الموجّهة إلى ستيف بانون في حال إدانته.
Breaking News: President Trump pardoned Steve Bannon, the former White House chief strategist who was charged with defrauding people. The pardon was described as a pre-emptive move that would effectively wipe away the charges if Bannon was convicted.https://t.co/vWfv8AcYEw
— The New York Times (@nytimes) January 20, 2021
ومن بين الأشخاص الذين تم العفو عنهم؛ جامع التبرعات السابق إليوت برويدي الذي رفع دعوى قضائية ضد حملة ضغط غير قانونية.
وتشمل اللائحة أيضًا مغني الراب الأميركي ليل واين الذي أقرّ بذنبه الشهر الماضي بحيازة سلاح ناري وهي جنحة يعاقب عليها القانون بالسجن عشر سنوات.
وهذا النجم الذي ورد اسمه، دواين مايكل كارتر جونيور أظهر سخاء عبر التزام بدعم مختلف الجمعيات الخيرية بينها هبات لمستشفيات تقوم بأبحاث ولسلسلة مطاعم مجانية.
نقل السلطة
وتشمل اللائحة أيضًا أشخاصًا غير معروفين كثيرًا بينهم ستيف بوكر، حيث قال بيان البيت الأبيض إنه قبل حوالي ثلاثين سنة، اعترف بوكر بانتهاك قانون "لايسي" الذي يحظر تهريب الأحياء البرية.
ويأتي العفو، الأربعاء، بعد سلسلة قرارات عفو أخرى صدرت في أواخر السنة الماضية وشملت حلفاء لترمب، مثل مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين، وبول مانافورت وروجر ستون وجورج بابادوبولوس واليكس فان دير زوان.
هؤلاء الأشخاص الخمسة كانوا إما اعترفوا بما ارتكبوه أو أدينوا في محاكمات، نتيجة تحقيق المدّعي الخاص روبرت مولر فيما إذا كان فريق ترمب أجرى اتصالات مع روسيا خلال حملة 2016.
وكان فلين الجنرال السابق اعترف في 2017 بأنه كذب على الشرطة الفدرالية بشأن اتصالاته مع دبلوماسي روسي. ولم يتم النطق بالحكم عليه بسبب العديد من التّقلبات في هذه القضية المسيّسة.
وحتى تسليم السلطة رسميا إلى بايدن؛ يحتفظ ترمب بسلطات إصدار قرارات عفو أخرى، ففي الأشهر الأخيرة استخدم ترمب بالفعل هذه السلطة الرئاسية، وأصدر قرارات عفو عن معاونين ومقربين منه. وكان بعضهم أدينوا بالتحقيق في تواطؤ محتمل مع روسيا وفريق حملتها في 2016.