الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

أفغانستان.. طالبان تتقدم مجددًا وتسيطر على عاصمة ولاية سابعة

أفغانستان.. طالبان تتقدم مجددًا وتسيطر على عاصمة ولاية سابعة

شارك القصة

استولى عناصر طالبان على مدينة مدينة فراح إلى جانب مكتب حاكم الولاية ومقر الشرطة (أرشيف-غيتي)
استولى عناصر طالبان على مدينة فراح إلى جانب مكتب حاكم الولاية ومقر الشرطة (أرشيف-غيتي)
تسيطر طالبان على سبع من عواصم الولايات الأفغانية من أصل 34، حيث حققت مكاسب كبيرة على الأرض منذ بدء هجومها في مايو الماضي في البلاد.

استطاعت حركة طالبان اليوم الثلاثاء، الاستيلاء على عاصمة ولاية جديدة هي فراح في غرب أفغانستان، في ظل سعيها إلى تعزيز سيطرتها على شمال البلاد.

وقالت شهلا أبوبار من مجلس ولاية فراح: "دخل عناصر طالبان بعد ظهر اليوم مدينة فراح بعد قتال استمر لمدة وجيزة مع قوات الأمن. سيطروا على مكتب حاكم الولاية ومقر الشرطة".

وباتت طالبان تسيطر على سبع من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34، بينها خمس من عواصم الولايات التسع في الشمال، فيما القتال مستمر في العواصم الأربع الأخرى.

ومنذ الجمعة، استولت على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد عند الحدود مع إيران وعلى شبرغان معقل زعيم الحرب عبد الرشيد دوستم وعلى قندوز الكبيرة الواقعة في شمال شرق البلاد، وكذلك على ثلاث عواصم هي ساري بول وتالقان وإيبك.

وضيقت طالبان الخناق أيضًا على مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ، وإذا نجحت بالاستيلاء عليها، فستخرج هذه المنطقة عن سيطرة الحكومة بالكامل.

وهاجم مقاتلو الحركة اليوم الثلاثاء، أحياء في الضواحي الملاصقة لمزار الشريف، مما دفع الهند إلى حث مواطنيها على مغادرتها، لكن تم صدهم، بحسب وكالة "فرانس برس".

وأشارت وزارة الدفاع إلى أنهم أعيدوا ليلاً إلى بول خومري وفايز آباد، وهما عاصمتان في الشمال.

ولطالما اعتُبر شمال أفغانستان معقلًا للمعارضة في وجه طالبان، فهناك واجه عناصر الحركة أقوى مقاومة عندما وصلوا إلى السلطة في التسعينيات.

تضاؤل الآمال

وعلى وقع احتدام في الشمال وحول قندهار ولشكركاه في الجنوب، وهما معقلان تاريخيان للقاتلين، تستضيف الدوحة اجتماعًا دوليًا مع ممثلين من قطر والولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة وأوزبكستان وباكستان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، بدأت المحادثات بين الأطراف الأفغانية في الدوحة عاصمة قطر، في إطار اتفاق السلام المبرم في فبراير/ شباط 2020  بين المقاتلين وواشنطن، والذي ينص على انسحاب القوات الأجنبية الكامل من أفغانستان، الذي من المقرر أن يتم نهاية هذا الشهر.

لكن رغم تضاؤل الآمال في أن تؤدي المحادثات إلى نتيجة ملموسة، حث المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد طالبان على "وقف هجومها العسكري والتفاوض على اتفاق سياسي".

ومن المنتظر أن يصل ممثلو الحكومة الأفغانية إلى الدوحة حيث تستأنف المباحثات الأربعاء.

وخلال الأسابيع الأخيرة، أوضحت إدارة جو بايدن أن واشنطن ستحافظ على "دعمها" الحكومة في كابل، خصوصًا في ما يتعلق بالتدريب العسكري، لكن بالنسبة إلى بقية الأمور، فعلى الأفغان أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم.

وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي الإثنين: "هذا بلدهم الذي يجب أن يدافعوا عنه. هذه معركتهم".

مأساة إنسانية

واتُهمت حركة طالبان بارتكاب العديد من أعمال العنف في الأماكن الخاضعة لسيطرتها، ما دفع عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار من منازلهم في جميع أنحاء البلاد.

من جانبها، أشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن حوالي 359 ألف شخص نزحوا من أفغانستان نتيجة القتال منذ بداية العام.

وحذر ممثل المفوضية الأوروبية الثلاثاء، من أن النزاع في أفغانستان يهدد بدفع نصف مليون شخص إلى البحث عن ملاذ في الدول المجاورة، مضيفًا: "إننا أمام مأساة إنسانية، لكننا بعيدون عن أزمة هجرة".

وأشار إلى أن "الدخول غير النظامي للمواطنين الأفغان إلى الاتحاد الأوروبي منخفض للغاية، حوالي 4 آلاف منذ بداية العام، أي أقل بنسبة 25% عن عام 2020 في الفترة نفسها".

والثلاثاء، عاد الهدوء إلى قندوز، بحسب "فرانس برس" نقلاً عن سكان المنطقة.

وتوقفت طالبان عن تسيير دوريات في الشوارع، وأعيد فتح المتاجر والمطاعم، إلا أن الاشتباكات تواصلت حول المطار الذي لا يزال تحت سيطرة القوات الحكومية.

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء مقتل ما لا يقل عن 183 مدنيًا وإصابة 1181 بينهم أطفال خلال شهر في لشكركاه وقندهار وهرات (غرب) وقندوز، موضحة أن الحصيلة تتعلق فقط بالضحايا الذين تم توثيقهم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، أ ف ب
تغطية خاصة
Close