أعاد العراق، على متن رحلتين خلال 48 ساعة، 370 عراقيًا كانوا عالقين على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا.
وأفاد المتحدّث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، اليوم الأربعاء، بأن بلاده أعادت مواطنيها الـ370 من بيلاروسيا عند الحدود مع ليتوانيا، مشيرًا إلى أن رحلات إضافية ستسيّر لإعادة العراقيين الباقين.
وأوضح الصحاف أن رحلةً وصلت الثلاثاء "عائدة من مينسك إلى بغداد كانت تقل 240 مواطنًا عراقيًا، فيما أعيد 130 عراقيًا على متن الرحلة الأولى الإثنين المنصرم".
وكانت مينسك قد اتُهمت بأنها "تشجع وصول المهاجرين غير النظاميين إلى الاتحاد الأوروبي، ما دفع بالعراق إلى الإعلان الأسبوع الماضي عن تعليق جميع الرحلات مع بيلاروسيا مؤقتًا على خلفية قضية الهجرة التي أثارت توترات بين مينسك والاتحاد الأوروبي، مع اتهام بروكسل لبيلاروسيا باستخدام المهاجرين أداة للضغط.
لكن الصحاف أكّد أن العراق ينوي القيام برحلات إضافية لإجلاء العراقيين الباقين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا، والذين "لا يمكن تحديد أعدادهم بدقة بسبب امتداد الحدود لمسافات بعيدة".
وأعلن الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء عن "انخفاض كبير" في عدد المهاجرين الذين يعبرون الحدود من بيلاروسيا، منذ أن أوقف العراق الرحلات الجوية المنتظمة بين بغداد ومينسك.
الخلاف البيلاروسي- الأوروبي
وتتهم ليتوانيا السلطات البيلاروسية بالسماح للمهاجرين غير النظاميين بالوصول إلى حدودها "انتقامًا من عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة عليها".
وكانت العقوبات الأوروبية قد فرضت على بيلاروسيا بسبب حملة الرئيس ألكسندر لوكاشنكو على المعارضة والمتظاهرين في أعقاب الاقتراع المتنازع عليه.
وتصاعد التوتر بين مينسك وفيلنيوس العام الماضي بعدما أصبحت ليتوانيا بلدًا مضيفا للمعارضة البيلاروسية وزعيمتها سفيتلانا تيخانوفسكايا، المرشحة المنافسة للوكاشنكو في الانتخابات الرئاسية التي أجريت شهر أغسطس/ آب 2020.
تزامنًا مع ذلك، أعلنت لاتفيا أمس الثلاثاء، حالة طوارئ محلية على طول حدودها مع بيلاروسيا، في وقت أقر برلمان ليتوانيا قانونًا يجيز بناء سياج حدودي لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
وهذا الأسبوع بدأت ليتوانيا العمل على إعادة المهاجرين بعدما دخلها أكثر من أربعة آلاف شخص عبر بيلاروسيا منذ بداية العام الحالي، فيما سجّلت بولندا التي تتشارك الحدود مع بيلاروسيا وصول 349 مهاجرًا منذ الجمعة الفائت.
ويعقد وزراء الاتحاد الأوروبي محادثات بشأن أزمة تدفق المهاجرين الأسبوع المقبل.
مهاجرون عراقيون في ظروف مأساوية
ويعيش المهاجرون العالقون على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا أوضاعًا مأساوية وظروفًا إنسانية صعبة، بحيث يقيمون في مخيمات مكتظة بليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي، وسط نقص في المساعدات الغذائية والدوائية.
وكانت ليتوانيا قد أغلقت الحدود أمام اللاجئين وأمرت حرس بلادها بإبعاد من يدخل منهم حدودها من بيلاروسيا بالقوة إذا لزم الأمر. وقد حذّر الصليب الأحمر من أن هذا القرار لا يتوافق مع القانون الدولي.
أما بيلاروسيا فأكدت من جانبها أنها دعت حرس حدودها إلى عدم استقبال المهاجرين العائدين.
ويتوجه العراقيون إلى بيلاروسيا في مجموعات سياحية ثم يلجأون إلى مهربين لإخراجهم منها إلى ليتوانيا.