الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

لم يسجل منذ أعوام.. ارتفاع متزايد في موجات الهجرة من ليبيا نحو أوروبا

لم يسجل منذ أعوام.. ارتفاع متزايد في موجات الهجرة من ليبيا نحو أوروبا

شارك القصة

تُعتبر ليبيا نقطة عبور رئيسية لآلاف المهاجرية الذين يسعون للوصول إلى أوروبا
تُعتبر ليبيا نقطة عبور رئيسية لآلاف المهاجرين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا (أرشيف - غيتي)
ازدادت "بنسبة 100% بين يناير ويوليو مغادرة المهاجرين غير القانونيين إلى ليبيا"، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب مسؤول في القوات البحرية الليبية.

تشهد السواحل الليبية ارتفاعًا متزايدًا، لم يسجل منذ سنوات، في موجات الهجرة نحو شواطئ أوروبا، وذلك لأسباب مختلفة، أبرزها الهدوء النسبي الذي تعيشه ليبيا منذ عام.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنه تمّ اعتراض أو إنقاذ 20257 مهاجرًا منذ بداية العام الجاري وحتى مطلع هذا الشهر في البحر، أي ما يعادل تقريبًا عدد إجمالي المهاجرين الذين تم إنقاذهم أو اعتراضهم العام الماضي وإعادتهم الى ليبيا.

وأكد أحد المسؤولين في القوات البحرية الليبية لوكالة "فرانس برس"، أن هناك ارتفاعًا "بنسبة 100% بين يناير/ كانون الثاني ويوليو/ تموز في مغادرة المهاجرين غير القانونيين لليبيا"، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

ما هي أسباب ارتفاع أعداد المهاجرين؟

من جانبه يعتبر الحقوقي والباحث في شؤون الهجرة أنور الورفلي أن هذا الارتفاع في أعداد المهاجرين غير النظاميين يعود إلى أسباب عدة، أبرزها الهدوء النسبي الذي تعيشه ليبيا منذ نحو سنة.

ويشير الورفلي إلى أنّ "تسجيل ليبيا طفرة غير مسبوقة في أعداد المهاجرين يحمل مؤشرات عديدة، أهمها توقف الحرب الأخيرة في غرب البلاد الذي مهد لحالة استقرار أمني ولو نسبي، وبالتالي شجّع المهربين مجددًا على العمل على إيهام المهاجرين بوجود فرصة مثالية لعبور المتوسط".

ويضيف الحقوقي الليبي: "التدفقات الهائلة منطقية إلى حد كبير، فقد تسبّب الإغلاق العام في العالم العام الماضي بارتفاع أعداد المهاجرين (على الأراضي الليبية)، الذين كانوا ينتظرون الفرصة لركوب قوارب الهجرة مجددًا، وبالتالي الأرقام المسجلة هذا العام متوقعة إلى حد كبير"، بحسب "فرانس برس".

أما الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي ميلود الحاج، فيرى أن فكرة أن الاستقرار النسبي الذي تحظى ليبيا به حاليًا يشكل أبرز أسباب ارتفاع تدفق المهاجرين عبر سواحل المتوسط، صحيحة إلى "حد كبير".

ويشير إلى أن النزاعات المسلحة التي تسهم في إضعاف الأجهزة الأمنية، "يمكن أن تسهّل عبور المتسللين المهاجرين، إلا أنها في الوقت نفسه "ترهب المهاجرين" وتجعلهم يتريثون قبل بدء مغامرة شق البحر، خوفًا على حياتهم أو من تعرضهم للخطف مثلاً على أيدي مسلحين طلبًا لفدية مالية".

صعوبات وأعباء

ويعاني خفر السواحل الليبيون من صعوبات كبيرة في تنفيذ عمليات البحث عن مهاجرين أو إنقاذهم مع امتلاكها بعض القطع البحرية المحدودة والزوارق وبعضها متهالك، إذ غالبًا ما تكون هذه العمليات محفوفة بالمخاطر ومرهقة.

ويؤكد الضابط السابق في القوات البحرية عبد الرحمن المحمودي أن الأعباء التي تواجه ليبيا كبيرة، ويحتاج البلد إلى مساعدة دولية ضخمة تتماشى وتدفقات المهاجرين اللامحدودة.

ويضيف في تصريحات إلى وكالة "فرانس برس": "لنأخذ مثلًا دول جوار ليبيا مثل إيطاليا ومالطا واليونان. هذه الدول بقدراتها البحرية الكبيرة المتطورة تعلن في مناسبات دولية متعددة أنها تعاني إزاء تدفق المهاجرين، فما هو بالتالي حجم الضغط على ليبيا بقدراتها المحدودة؟".

ويشير إلى أن خفر السواحل يواجهون أحيانًا لدى استجابتهم لـ"نداءات الاستغاثة في عرض البحر، خطر الموت عند تنفيذ عمليات الإنقاذ في أجواء طقس متقلبة".

ومنذ سنوات، تموّل إيطاليا والاتحاد الأوروبي عمليات صيانة وتجهيز وتدريب لخفر السواحل الليبيين، لضمان منع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا، لكن ليبيا تؤكد حاجتها إلى تطوير قدراتها البحرية على نطاق أوسع.

وتندد منظمات غير حكومية ووكالات أممية على الدوام بإعادة مهاجرين يتمّ اعتراضهم في البحر إلى ليبيا بالنظر إلى الظروف المزرية في مراكز إيوائهم، كما تنتقد سوء المعاملة التي يتعرض لها المهاجرون.

وتعدّ ليبيا نقطة عبور رئيسية لعشرات آلاف المهاجرين الذين يسعون كل عام إلى بلوغ أوروبا عبر السواحل الإيطالية التي تبعد حوالي 300 كلم من سواحل ليبيا.

ونهاية شهر يوليو/ تموز الفائت، قضى نحو 60 مهاجرًا قبالة ليبيا، في مأساة جديدة في البحر المتوسط، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

وقالت المنظمة منتصف يوليو/ تموز: إن عدد المهاجرين الذين قضوا في البحر المتوسط خلال محاولتهم الوصول الى أوروبا ازداد أكثر من الضعف هذا العام وناهز الـ900.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close