السبت 16 نوفمبر / November 2024

بريطانيا توجه تهمة ثالثة لعميل روسي بقضية تسميم سكريبال.. تعرّف إليه

بريطانيا توجه تهمة ثالثة لعميل روسي بقضية تسميم سكريبال.. تعرّف إليه

شارك القصة

تتهم لندن موسكو بالوقوف خلف عملية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال (غيتي)
تتهم لندن موسكو بالوقوف خلف عملية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال (غيتي)
وجهت التهمة إلى سيرغي فيدوتوف المعروف أيضًا باسم دينيس سيرغييف بالتآمر بهدف قتل سيرغي سكريبال وبمحاولة قتل سكريبال وابنته يوليا والشرطي نيك ِبايلي.

وجّهت بريطانيا رسميًا اليوم الثلاثاء تهمة إلى عنصر ثالث في أجهزة الاستخبارات الروسية في إطار التحقيق حول تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال بمادة نوفيتشوك في سالزبري بجنوب غربي إنكلترا عام 2018.

والاسم الجديد هو سيرغي فيدوتوف المعروف أيضًا باسم دينيس سيرغييف، حيث اتهمته لندن بالتآمر بهدف قتل سيرغي سكريبال وبمحاولة قتل سكريبال وابنته يوليا والشرطي نيك بايلي، الذي أصيب لدى تدخله في موقع عملية التسميم، وبحيازة واستخدام سلاح كيميائي.

وأعلن نائب رئيس الشرطة دين هايدون، الذي قاد تحقيق شرطة مكافحة الإرهاب حول عمليات التسميم في سالزبري وأيمزبري، حيث أصيب بريطانيان بالمادة السامة ذاتها، في بيان أنه "تطور هام جديد في تحقيقنا" حول تسميم العميل الروسي السابق وابنته في 4 مارس/ آذار 2018.

وعثر على سكريبال وابنته يوليا في غيبوبة على مقعد في سالزبري ونقلا إلى المستشفى في حال خطرة، وتم إنقاذهما وهما يعيشان الآن في مكان سري تحت الحراسة.

لكن محاولة تسميمهما أدت إلى وفاة دون ستورجس البالغ من العمر 44 عامًا، بعد أن رشت نفسها بما ظنت بأنه عطر، وكان في الواقع مادة نوفيتشوك موضوعة في قارورة عثر عليها شريكها.

وتتهم لندن موسكو بالوقوف خلف عملية التسميم، وسبق أن أصدرت مذكرة توقيف أوروبية في حق روسيين هما ألكسندر بيتروف وروسلان بوشيروف، وهما اسمان قد يكونان مستعارين، وصفا بأنهما عنصران في الاستخبارات العسكرية الروسية، للاشتباه بتنفيذهما العملية.

وسيرغي فيدوتوف هو الرجل الثالث الذي تعرفت عليه الشرطة البريطانية، وصدرت مذكرات توقيف في حق الثلاثة.

وأوضحت السلطات القضائية، أنه لن يكون هناك طلب لتسليم فيدوتوف، لأن روسيا لا تسلم رعاياها.

موسكو تنفي أي تورط روسي

بدوره أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون، أن الخارجية البريطانية ستثير هذه القضية مع السفير الروسي.

واستدرك المتحدث قائلًا: "وحدها الدولة الروسية تملك الوسائل التقنية والخبرة والدافع لتنفيذ هذا الهجوم"، حسب تعبيره.

وقالت وزيرة الداخلية بريتي باتيل في البرلمان: "إذا اضطر أحد هؤلاء الأشخاص للسفر خارج روسيا سنعمل مع شركائنا الدوليين ونتخذ جميع الإجراءات الممكنة لاعتقالهم وتسليمهم لإحالتهم على القضاء".

وأضافت: "سنستمر في اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة التهديد الذي تمثله الدولة الروسية".

وفي موسكو نفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا مجدّدًا أي تورط روسي.

وقالت للصحافيين: "ندين بشدة محاولات لندن تحميل موسكو مسؤولية ما حصل في سالزبوري ونصر على تحقيق مهني وموضوعي وحيادي في الحادث".

من هو فيدوتوف؟

وأشارت الشرطة إلى أن فيدوتوف وصل إلى المملكة المتحدة في رحلة من موسكو إلى لندن في الثاني من مارس 2018 قرابة الساعة 11,00، أي قبل حوالي أربع ساعات من وصول بيتروف وبوشيروف من موسكو إلى لندن.

ويعتقد المحققون أن الثلاثة التقوا مرارًا في لندن في نهاية ذلك الأسبوع، قبل أن يغادر فيدوتوف المملكة المتحدة في 4 مارس 2018 من مطار هيثرو في رحلة متوجهة إلى موسكو.

وقالت الشرطة إنه تم التعرف على الفندق الذي نزل فيه وأجريت اختبارات في الغرفة التي أقام فيها، من دون العثور على أي أثر لنوفيتشوك ولم يتم تحديد أي خطر على الجمهور.

كما ذكر المحققون أن بتروف وبوشيروف وفيدوتوف عملوا معًا في الاستخبارات العسكرية، لتنفيذ عمليات خارج روسيا.

 ويعتقدون أن فيدوتوف كان يستخدم اسمًا مستعارًا عندما زار المملكة المتحدة وتم التعرف على الرجل على أنه دنيس سيرغييف.

وجرى تحديد دنيس سيرغييف على موقع التحقيق "بيلينغكات" في حزيران/ يونيو 2019، على أنه مسؤول كبير في الاستخبارات العسكرية قاد العملية التي استهدفت سيرغي سكريبال.

تورط بقضايا مشابهة

ووفقًا لموقع "بيلينغكات" شارك فيدوتوف (سيرغييف) أيضًا في محاولة تسميم رجل أعمال بلغاري عام 2015 في بلغاريا.

إذ أعلن القضاء البلغاري في يناير/ كانون الثاني 2020 أنه أصدر مذكرة توقيف أوروبية بحق ثلاثة مواطنين روس متهمين في هذه القضية، من دون كشف أسمائهم.

يذكر أن تسبب تسميم سكريبال تسبب بأزمة دبلوماسية بين بريطانيا وروسيا، وجرى طرد متبادل غير مسبوق للدبلوماسيين منذ نهاية الحرب الباردة.

في وقت تنفي فيه روسيا على الدوام أي تورط لها، لكن بعد عامين ونصف ما زالت العلاقات في أدنى مستوى بين البلدين، وتعتبر لندن أن موسكو تمثل تهديدًا كبيرًا على المملكة المتحدة.

في مارس قال السفير الروسي في لندن إن العلاقات السياسية بين لندن وموسكو "ميتة عمليًا".

وتدهورت هذه العلاقات بسبب تسميم العميل السابق في الكاي جي بي ألكسندر ليتفيننكو ثم وفاته في 2006. وليتفيننكو لجأ إلى المملكة المتحدة. وقضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الثلاثاء بأن روسيا "مسؤولة" عن اغتياله في حكم قالت موسكو إن "لا أساس له".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close