اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، الذي يزور القاهرة، على تعزيز الجهود الدولية ذات الصلة بالانتخابات الليبية المقبلة، كما ناقشا إعادة الإعمار في غزة والعلاقات الثنائية، والوضع في تونس، وسوريا، واليمن، والعراق.
ويأتي ذلك، في ظل تقارير إعلامية أميركية تحدّثت عن أزمة صامتة بين مصر والولايات المتحدة، بدأت مع رهن واشنطن تقديم بعض المساعدات العسكرية للقاهرة بخطوات حقوقية تتعلّق بملف حقوق الإنسان.
وأفادت الرئاسة المصرية، في بيان، بأن المحادثات تناولت، أيضًا، مستجدات أزمة سد النهضة في ضوء صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن، الذي تضمّن تشديدًا على ضرورة امتثال جميع أطراف الأزمة للتوصّل إلى اتفاق لملء السد وتشغيله.
وحظيت ليبيا بزخم واضح في المحادثات، حيث اتفق الطرفان على توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية.
وأكد السيسي لضيفه أهمية إجراء الانتخابات الوطنية بليبيا في موعدها المقرّر في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، مشددّا على أن السبيل الفعّال لتحقيق الاستقرار في المنطقة هو عودة الدول التي تعاني من أزمات إلى إطار الدولة الوطنية بالمفهوم الشامل.
كما أفادت تقارير بأن المباحثات شملت دعوة مشتركة للعودة إلى النظام الدستوري في تونس، ودعم عملية الانتقال الديمقراطي في السودان.
بدورها، لم تغب القضية الفلسطينية عن المحادثات، حيث بحث الطرفان سبل التهدئة وإعادة إعمار غزة.
"علاقات عملية"
وفي هذا الإطار، يقول محمد سطوحي، الكاتب الصحفي: إن العلاقات الأميركية- المصرية هي "علاقات عملية"، وليست علاقات ود كامل أو تقارب أو صداقة.
ويضيف سطوحي، في حديث إلى "العربي" من نيويورك: لا توجد أزمة حادة بين القاهرة وواشنطن، معتبرًا أن قرار رهن المساعدات بقضايا حقوق الإنسان، كان مجرد رسالة و"محاولة امتصاص للصدمة" لكل القوى التقدمية التي كانت تدعو إلى وقف كامل للدعم الأميركي لمصر.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية "إدارة براغماتية" تُدرك أهمية العلاقة مع مصر، وأن الرئيس المصري لعب دورًا مهمًا خلال العدوان على غزة، وأن دور مصر مهم في استمرار الهدوء في القطاع.
وأوضح أن الإدارة الأميركية تريد التفرّع للقضايا الكبرى التي تهمّها، ولا تسعى للانخراط بشكل كامل في قضايا الشرق الأوسط، ولذلك هي مضطرة للاعتماد على شركائها في هذه المنطقة، والتفاهم مع القوى الإقليمية الأساسية المهّمة.
وتتمتّع مصر بدور مهم في حلّ الأزمة الليبية بحكم الجوار الجغرافي والعلاقات التي تربطها مع الاطراف الليبية؛ وكذلك في حلّ الأزمة مع غزة، وكذلك في تونس.
