الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

صعوبات تواجه بايدن في الكونغرس.. هل ينقذ برنامجه الاقتصادي؟

صعوبات تواجه بايدن في الكونغرس.. هل ينقذ برنامجه الاقتصادي؟

شارك القصة

البيت الأبيض لم يجد بعد حلًا للخلاف الداخلي (غيتي)
البيت الأبيض لم يجد بعد حلًا للخلاف الداخلي (غيتي)
جاءت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى مبنى الكونغرس في أعقاب زيارات مماثلة لقادة الحزب الديمقراطي إلى البيت الأبيض لإيجاد اتفاق حول خطتي إنفاق طموحتين.

في زيارة رئاسية غير معتادة إلى الكونغرس، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بإنجاح برنامجه الاقتصادي في ظل انقسامات بين أعضاء الحزب الديمقراطي حول خطتيه الاقتصاديتين.

وقال بايدن للصحافيين بعد اجتماعه يوم الجمعة مع أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين بشأن خطته: "أقول لكم، سننجز ذلك".

وأضاف: "لا يهم متى، لا يهم ما إذا كان ذلك في غضون ست دقائق أو ستة أيام أو ستة أسابيع، سنقوم بإنجازه".

انقسامات بين الديمقراطيين

وجاءت زيارة بايدن إلى مبنى الكونغرس بعد زيارات لقادة الحزب إلى البيت الأبيض مع سعي الرئيس الأميركي لإقرار خطتي إنفاق طموحتين.

وتدعم إحدى الخطط الطبقة الوسطى المأزومة في أميركا من خلال إنفاق ضخم على التعليم ورعاية الأطفال، في حين تعنى الثانية بتحديث البنى التحتية المتقادمة وتشجيع اللجوء إلى الطاقة النظيفة.

ومن الناحية السياسية، يضع الخلاف إرث بايدن على المحكّ ويقوّض فرص الديمقراطيين في الحفاظ على سيطرتهم على الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.

أما الجمهوريون وفي مقدمتهم الرئيس السابق دونالد ترمب الذي يستمر في ادعاء أن الانتخابات شهدت غشّا، فيراقبون الاقتتال الداخلي بين الديمقراطيين بسعادة واضحة.

ولا يسيطر الديمقراطيون على البيت الأبيض فحسب، بل كذلك على غرفتي الكونغرس، ما يمنحهم نظريًا فرصة نادرة لتنفيذ برامجهم.

لكن أغلبيتهم ضعيفة للغاية لدرجة أن معارضة عضو منهم للمشاريع في مجلس الشيوخ أو حفنة في مجلس النواب يمكن أن تعرقل أي مبادرة.

مشكلة ثقة

وتلقى المعركة حول خطة البنية التحتية البالغة 1.2 تريليون دولار ومشروع قانون الإنفاق الاجتماعي الأكثر كلفة معارضة من ديمقراطيين في المجلسين، ولم يتم إقرار أي منهما حتى الآن.

وقد أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي سحب التصويت على خطة البنية التحتية مساء الجمعة لليوم الثاني على التوالي، وسط استمرار الخلافات بين الوسطيين واليساريين في الحزب الديمقراطي بشأن الخطة.

وقال بيان صادر عن مكتب زعيم الغالبية في مجلس النواب ستاني هوير: إنّ التصويت على قضية منفصلة سيكون الأخير هذا الأسبوع.

وسبّب المأزق على الجانب الديمقراطي خلافات سياسية حول المبلغ، الذي يجب أن تنفقه الحكومة، ولكن أيضًا انعدام الثقة المطلق بين أجنحة الحزب.

خلاف حول حجم الإنفاق

من جهة، يرفض السناتوران الديمقراطيان المعتدلان جو مانشين وكيرستن سينيما كلفة حزمة الإنفاق الاجتماعي المقترحة البالغة 3.5 تريليون دولار.

ويدعو كلاهما إلى خفض قيمتها إلى 1.5 تريليون دولار، وقد صوتا لصالح مشروع قانون تطوير البنية التحتية الذي تبلغ قيمته 1.2 تريليون دولار.

أما في مجلس النواب، فيصر نواب شباب من ممثلي الجناح اليساري على رقم 3.5 تريليون دولار للإنفاق الاجتماعي، أو رقم قريب منه. وكورقة تفاوض، يرفضون دعم مشروع قانون البنية التحتية، ويشددون على عدم التصويت لصالحه قبل إقرار حزمة الإنفاق الاجتماعي.

بايدن لم يجد حلًا بعد

ولدى بايدن الذي قضى ما يقرب من أربعة عقود في مجلس الشيوخ وثماني سنوات نائبا للرئيس باراك أوباما، خبرة طويلة في طريقة سير الأمور في واشنطن.

لكن رغم التنقلات المكوكية المستمرة لشخصيات حزبية بين الكونغرس والبيت الأبيض، إلا أنه لم يجد بعد حلًا للخلاف الداخلي.

ويجب على بيلوسي أن تقرر يوم الجمعة ما إذا كانت ستحاول مرة أخرى تمرير مشروع قانون البنية التحتية رغم خطر إسقاطه على أيدي الديمقراطيين اليساريين.

ويمكنها عوضًا ذلك إرجاء الأمر لكسب الوقت حتى التوصل إلى اتفاق شامل حول المشروعين.

وقد يسمح الإرجاء بالتقاط الأنفاس، بينما يركز الكونغرس على تحدٍ هائل آخر هو السماح برفع سقف الدين السيادي للولايات المتحدة، وهو أمر صار يتكرر سنويًا.

عادة ما يكون ذلك مسألة غير معقدة، لكن يرفض الجمهوريون هذا العام دعم الديمقراطيين في هذه الخطوة، بينما يجادل الأخيرون بأنه لا يجب عليهم تحمّل مسؤوليتها بمفردهم.

ويجعل ذلك الولايات المتحدة على شفا التخلف عن سداد ديونها البالغة 28 تريليون دولار، قبل ثلاثة أسابيع من أن تستنفد وزارة الخزانة قدرتها على الحصول على قروض جديدة.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب