تشهد الساحة السياسية الفرنسية عددًا كبيرًا من المرشحين الساعين لمنافسة إيمانويل ماكرون في انتخابات الرئاسة العام المقبل، التي تقام دورتها الأولى في العاشر من أبريل/ نيسان 2022.
ولم يعلن ماكرون، الذي يتولى السلطة منذ عام 2017، رسميا تشرّحه لولاية ثانية لكنه يبدو أمرا مفروغا منه.
وهنا عرض لأبرز الشخصيات التي تنوي خوض السباق الانتخابي أو قد تترشح إليه، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
اليمين المتشدد
تُعَدّ مارين لوبن من أبرز مرشحي اليمين المتشدّد، وقد قررت الترشح مجددًا للرئاسة بعدما سبق لها أن وصلت إلى الدورة الثانية في 2017، قبل أن يهزمها ماكرون. ويبدو أن الرئيس الحالي قد ركّز عليها حيث يراها منافسته الرئيسية، دافعًا بسياساته إلى اليمين في محاولة للتغلب عليها. لكن أداء الحزب كان سيئًا في الانتخابات المحلية الأخيرة وأثار بعض الأعضاء الشكوك بشأن قيادتها.
ومن اليمين المتشدد يبرز إيرك زمور، المحلل التلفزيوني الذي حظى بعدد كبير من المتابعين بسبب مقارباته المنتقدة للهجرة والحجاب. ولم يؤكد بعد نيته الترشح، الأمر الذي من شأنه أن يكسر هيمنة لوبن على اليمين المتشدد. وتقدّم زمور في الأسابيع الماضية، إذ توقع استطلاع أجري هذا الشهر للمرة الأولى أنه سيصل إلى الدورة الثانية، ما أحدث هزة في المشهد السياسي الفرنسي.
اليمين
ومن جهة اليمين يبرز الوزير السابق كزافييه برتران الذي كان من أوائل الذين أعلنوا نيتهم الترشح في مارس، مدعومًا بالنتائج القوية في الانتخابات الإقليمية. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتقدم بصفة مرشح رسمي للجمهوريين اليمينيين أو بمثابة مستقل.
كما أعلن ميشال بارنييه وهو مفاوض الاتحاد الأوروبي السابق بشأن خروج بريطانيا من التكتل ترشحه في أغسطس/ آب، ووضع على الفور موطئ قدم في يمين الساحة السياسية بقوله إنه يسعى إلى أن "تُحترم" فرنسا، فضلًا عن موقفه الداعي لوقف الهجرة.
وإلى بارنييه، يبقي رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب الذي أقاله ماكرون العام الماضي بسبب شعبيته المتزايدة على ما يقال، على غموض كبير بشأن نتيه الترشح. وقد التقى فيليب وهو رئيس بلدية الهافر، عشرات من رؤساء البلديات اليمينيين والوسطيين في وقت سابق من السنة الراهنة، ما زاد التكهنات حول احتمال ترشحه.
كما أعلنت فاليري بيكريس وهي رئيسة منطقة إيل دو فرانس التي تضم باريس ترشحها في يوليو/ تموز، قائلة إنها تريد "استعادة العزة الفرنسية" ويمكن اعتبارها مرشحة جادة، على الرغم من أنها تواجه منافسة شديدة من مجموعة الشخصيات القيادية المكونة من الرجال للظفر بتسمية اليمين التقليدي.
اليسار
يواجه الحزب الاشتراكي صعوبات منذ ولاية فرانسوا هولاند الرئاسية (2012-2017)، الذي أدت عدم شعبيته الكبيرة إلى تخليه عن الترشح لولاية ثانية. لكن البعض يرى أن رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو قد تكون منقذة الاشتراكيين. لكن بعد إعلان ترشحها، لا تزال شعبيتها دون العشرة في المئة في استطلاعات الرأي، وتواجه صعوبة في الحصول على الدعم على الصعيد الوطني.
وفي جهة اليسار أيضًا هناك يانيك جادو، الناشط السابق في منظمة "غرينبيس"، الذي فاز بترشيح حزب الخضر في سبتمبر/ أيلول في مواجهة الناشطة النسوية والبيئية ساندرين روسو. ويواجه جادو مهمة ترجمة النجاح الباهر الذي حققه حزب الخضر في الانتخابات المحلية 2020، على المستوى الوطني.
اليسار المتشدد
دخل جان لوك ميلانشو زعيم حزب "فرنسا المتمرّدة" اليساري المتشدد بسرعة إلى حلبة الصراع، معلنًا ترشحه قبل أشهر. لكنه سيعاني على الأرجح في محاولته تكرار نتيجته في سباق 2017 حيث كان رقمًا صعبًا في الحملة وحصل على ما يقرب من 20 في المئة في الدورة الأولى.
ومع ميلانشون هناك أرنو مونتبور، الوزير السابق في عهد هولاند، والذي دخل ميدان الانتخابات الشهر الماضي، متعهدًا بتحقيق "ريمونتادا" أي تحقيق انتعاش لفرنسا. ويُنظر إليه على أنه يقف إلى يسار إيدالغو ويمين ميلانشون. وقد خاض الانتخابات التمهيدية عامي 2011 و2017 للترشح عن اليسار لكنه فشل في الفوز.