وسط قلق متزايد من التأخير، جدّدت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، خلال مشاورات في باريس، دعواتها لإيران للعودة سريعًا إلى المحادثات النووية في فيينا.
وبعد جولة خليجية قادته إلى كلّ من السعودية وقطر والإمارات للتنسيق بين الحلفاء، أجرى المبعوث الأميركي الخاص بالملف النووي الإيراني روبرت مالي، أمس الجمعة، محادثات رباعية في باريس تضمّ كلًا من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا لبحث سبل استئناف المفاوضات مع إيران حول برنامج النووي والمتوقفة منذ يونيو/ حزيران الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن المبعوث الأميركي بشأن إيران روب مالي تحدّث مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا حول كيفية استمرار الدبلوماسية في "توفير المسار الأكثر فاعلية" بشأن إيران.
وقال برايس للصحافيين في واشنطن: "نحن متحدون في الاعتقاد بأن المفاوضات يجب أن تُستأنف في فيينا في أسرع وقت ممكن، وأن تُستأنف على وجه التحديد حيث توقّفت بعد الجولة السادسة".
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، أن المحادثات ستجري في "مرحلة حرجة"، في وقت لا تزال فرنسا وغيرها من الدول على استعداد لاستئناف محادثات فيينا.
وأضاف البيان: "في هذه الأثناء، من الملحّ والأساسي أن تُوقف إيران انتهاكاتها الخطرة إلى حد غير مسبوق" للاتفاق النووي، داعيًا إيران لمعاودة التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "من دون إبطاء".
الوكالة الذرية قلقة
وجاءت زيارة مالي إلى باريس، بعدما أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، الثلاثاء، عن قلقه لعدم تمكّنه من لقاء مسؤولين إيرانيين كبار، وذلك خلافًا لما نصّ عليه اتفاق أبرم في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي بين الوكالة الدولية وإيران.
وفي سبتمبر الماضي، توصّلت الوكالة الدولية إلى اتفاق مع طهران على حلّ وسط جديد بشأن مراقبة البرنامج النووي الإيراني، ما أحيا الأمل بإمكانية أن تستأنف في فيينا المحادثات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
والمحادثات متوقفة منذ انتخاب الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي رئيسًا لإيران في يونيو/ حزيران الماضي.
ولم يوافق الرئيس الإيراني الجديد حتى الآن على استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة حول عودة الجانبين لالتزام الاتفاق النووي، الذي فرضت إيران بموجبه قيودًا على برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وبينما نفت ما أُشيع عن استئناف المحادثات النووية مع مجموعة 4+1 في بروكسل الخميس الماضي، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن قرار استئناف المفاوضات النووية "محسوم".
وتوصّلت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا) الى اتفاق عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، أتاح رفع كثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قرّرت الولايات المتحدة الانسحاب أحاديًا منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران.
وبعد نحو عام على الانسحاب الأميركي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجيًا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.
وبدأت القوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، محادثات في فيينا هذا العام في محاولة لإحياء الاتفاق، بعد إبداء الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن استعداده لإعادة بلاده إليه.
وأجرت الأطراف المعنية ست جولات من المحادثات بين أبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران، من دون أن يحدد بعد موعد جديد لاستئنافها.