الأحد 17 نوفمبر / November 2024

انقلاب السودان.. هل يستجيب المجلس العسكري للضغوط الأميركية؟

انقلاب السودان.. هل يستجيب المجلس العسكري للضغوط الأميركية؟

شارك القصة

تومض إشارات من واشنطن حول رفض الانقلاب العسكري على السلطة المدنية، في سلسلة مواقف تصاعدت لتصل إلى إعلان وقف المساعدات عن السودان.

بلهجة حادة ومباشرة، تتوالى مواقف واشنطن من الانقلاب العسكري في السودان. ففي أقل من 24 ساعة، وجهت دعوات عديدة من الولايات المتحدة حول حق المواطنين في التظاهر، إضافة للمطالبة بإعادة السلطة للتيار المدني في السودان.

كما حذرت واشنطن الجيش السوداني من مواجهة المتظاهرين الذين سيحتشدون في شوارع الخرطوم يوم السبت.

من جهته، أعلن رئيس المجلس العسكري في السودان عبد الفتاح البرهان نيته تشكيل حكومة مدنية، ودعا رئيس الوزراء السوداني المقال عبد الله حمدوك إلى تشكيلها.

ضغط من واشنطن

وما زالت الطرقات مقطوعة في الخرطوم، منذ أن قرّر العسكريون قطع العلاقة مع المكوّن المدني في الحكم بالبلاد.

كما يعلو منسوب الغضب في مناطق السودان، في ظل تظاهر مئات السودانيين، مع ترقّب بأن يتحوّلوا إلى مئات الآلاف بعد دعوات قوى الحرية والتغيير إلى تظاهرات حاشدة السبت.

وتومض إشارات من واشنطن حول رفض الانقلاب العسكري على السلطة المدنية، في سلسلة مواقف تصاعدت لتصل إلى إعلان وقف المساعدات عن السودان.

شرط واشنطن للتعامل مع السودان، هو عودة رئيس الوزراء المعزول، لكن حتى الآن لم تظهر أي استجابة لهذه الدعوات.

قبول ضمني

في هذا الصدد، يرى أستاذ الدراسات الإستراتيجية والأمنية أسامة عيدروس أن المواقف الأميركية تأتي في سياق الإجراءات الأخيرة للبرهان.

ويعتبر عيدروس، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن "المجلس العسكري حاول الترويج لانقلابه على أنه مدعوم عالميًا، وجاء بموافقة حمدوك، لكن مع مرور الأيام تبين أن الأمر غير صحيح".

ويوضح عيدروس أن "ردود فعل العالم ظهرت برفض الدول لما حصل في السودان، وبدأت بأخذ الإجراءات بحق الخرطوم".

ويلفت عيدروس إلى "وجود حديث ضمني بقبول إقليمي للانقلاب، لكن لم تصدر تصريحات حول ذلك حتى الآن".

توجّه للداخل الأميركي

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الرشيد محمد إبراهيم أنه "لا يمكن أن ترحّب أي دولة في العالم بأي انقلاب عسكري".

ويعتبر إبراهيم، في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أن "حديث المسؤولين الأميركيين يتوجه إلى الداخل الأميركي قبل الانتخابات، لأن الديمقراطيين يصوّرون أنفسهم للأميركيين بأنهم يدافعون عن الديمقراطية حول العالم".

ويقول إبراهيم: أوراق الضغط الأميركية ضعيفة في السودان، "فلا قيمة إستراتيجية للخرطوم بالنسبة لواشنطن".

ويضيف: "هناك ملفات أخرى تهم أميركا، لكن يبقى ملف السودان أقل أهمية بالنسبة للمصلحة الأميركية".

الشارع الثوري

بدوره، يشير القيادي في قوى التغيير والحرية صديق دلاي إلى "أننا نعتمد دائمًا على الشارع الثوري والإرادة الشعبية ونعتمد على وجهة النظر الشعبية، بغض النظر عن المواقف الخارجية".

ويقول دلاي، في حديث إلى "العربي" من الخرطوم: على الولايات المتحدة أن تذهب إلى الوكلاء والدول الإقليمية التي تؤثر مباشرة على السودان، دون إصدار بيانات فقط".

ويضيف: "المبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان​ هو آخر من كان يتحدث مع البرهان وحمدوك قبل الانقلاب".

ويتابع قائلًا: "لا يمكن أن يتحرك البرهان بهذه السرعة، دون أن تكون هناك إشارة معينة بعد هذه الاجتماعات".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close