أغلقت السلطات الإسرائيلية معبر الكرامة على الحدود بين الضفة الغربية والأردن، عقب مقتل 3 إسرائيليين في عملية إطلاق نار.
وبينما أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المعبر بالاتجاهين، أعلن الأردن مباشرة التحقيق في حادثة إطلاق النار.
والمعبر هو المنفذ الوحيد لفلسطينيي الضفة الغربية إلى الخارج عبر الأردن. ويحمل أكثر من اسم، حيث يُطلق عليه الجانب الأردني اسم "جسر الملك حسين"، والجانب الفلسطيني اسم "معبر الكرامة"، والجانب الإسرائيلي اسم معبر "اللنبي".
يربط الجسر الضفة الغربية بالأردن على ارتفاع 273 مترًا تحت مستوى سطح البحر، فوق نهر الأردن. ويقع الحدود الشرقية لفلسطين، ويبعد عن العاصمة الأردنية عمّان 60 كيلومترًا وعن أريحا 5 كيلومترات.
عام 1885، شُيّد الجسر من الخشب في عهد الدولة العثمانية. ومن خلاله، دخل الجيش البريطاني فلسطين مع بدء الانتداب عام 1917، بقيادة الجنرال إدموند ألنبي الذي سُمّي المعبر تيمنًا به.
ولعب الجسر دورًا مهمًا في نقل السلاح والمؤن إلى فلسطين، خلال الانتداب.
كان شاهدًا على مآسي المهجّرين واللاجئين الفلسطينيين إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن، إبان نكبة عام 1948 ونكسة 1967.
تدمير متكرّر
تعرّض الجسر للتدمير مرات عدة منذ بنائه، خلال فيضان نهر الأردن عامي 1897 و1997، وخلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، وفي زلزال ضرب المنطقة عام 1927، وخلال قيام عصابة "بلماح" الصهيونية بتفجيره عام 1946.
قبل أن يُعيد البريطانيون ترميمه من جديد، ليُصبح معبرًا حدوديًا بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967.
وبعد توقيع معاهدة وادي عربة بين الأردن وإسرائيل عام 1994، أصبح الجسر معبرًا رئيسيًا بين الأردن والضفة الغربية، وأصبحت سلطة المطارات الإسرائيلية المسؤولة عنه.
وتحوّل عام 2001، إلى جسر إسمنتي بمنحة يابانية، وتألف من 4 مسارات للحافلات والمركبات والشاحنات.
وبما أنّه لا يُسمح لهم بالطيران من مطار بن غوريون الدولي، يستخدم الفلسطينيون الجسر للوصول إلى مطار الملكة علياء الدولي في عمان ليستقلوا الطائرات، إلى وجهاتهم الخارجية.
ولكن يتعيّن عليهم أولًا المرور بـ3 محطات: "الاستراحة" وهي نقطة المغادرة الفلسطينية في مدينة أريحا حيث يتمّ تسجيل أسماء المغادرين قبل أن يستقلوا حافلات فلسطينية إلى نقطة العبور الإسرائيلية غربي نهر الأردن، لتقلّهم حافلات أردنية إلى نقطة الحدود الأردنية شرقي النهر.
ولا يحقّ للإسرائيليين المرور من المعبر المخصّص لسفر فلسطينيي الضفة ونقل البضائع من الضفة وإليها، لكنّ الإجراءات الإسرائيلية على المعبر، تمنع تلبية احتياجات الفلسطينيين من الاستيراد والتصدير.