الثلاثاء 5 نوفمبر / November 2024

شبح كورونا في الصين.. انتشار سريع وطفرة إصابات من المستحيل تقدير حجمها

شبح كورونا في الصين.. انتشار سريع وطفرة إصابات من المستحيل تقدير حجمها

شارك القصة

تقرير عن أسباب تخفيف الصين للقيود الصحية (الصورة: غيتي)
فقدت الصين السيطرة على تحديد عدد الإصابات المرتفعة بفيروس كورونا بعدما خففت من قيودها الأمر الذي يجعل الأمور قابلة للتدهور.

أعلنت الصين، اليوم الأربعاء، أنه بات من "المستحيل" تحديد حجم الطفرة الحالية من الإصابات بكوفيد-19 بعدما لم تعد فحوص الكشف إلزامية في ظل التليين المفاجئ للقيود الصحية في البلد.

وتطال هذه الموجة الجديدة من الإصابات بصورة خاصة بكين البالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، مع انتشار سريع للإصابات لم تشهده العاصمة منذ بدء تفشي الوباء. وأعلنت نائبة رئيس الوزراء سون شونلان أن الحالات "تزداد بسرعة" في بكين حيث أفادت بعض الشركات عن إصابة 90% من موظفيها.

وقامت الصين الأسبوع الماضي بتليين القيود الصحية الصارمة المفروضة لمكافحة كوفيد-19 والتي كانت تهدف إلى الحد من الإصابات والوفيات. وأعلنت بصورة خاصة نهاية الحجر الصحي التلقائي في مراكز خاصة للذين تظهر الفحوص إصابتهم ووقف حملات فحوص  "بي سي آر"  الواسعة النطاق والإلزامية.

الأرقام لا تعكس الواقع

ونتيجة لذلك تراجع عدد الأشخاص الذين يبادرون إلى الخضوع لفحص، ما أدى إلى تراجع عدد الإصابات الجديدة حسابيًا، ما يعطي انطباعًا خاطئًا بتحسن الوضع الصحي في البلد. وأكدت وزارة الصحة أن الأرقام الرسمية لم تعد تعكس الواقع.

وكان أحد كبار الخبراء الصحيين في الصين قد حذر يوم الأحد، من ارتفاع عدد الإصابات بعد قرار الحكومة الأخير، وقال كبير علماء الأوبئة تشونغ نانشان لوسائل الإعلام الرسمية إن متحورة الفيروس أوميكرون المهيمنة في الصين قابلة للانتقال بشكل سريع يمكن أن يؤدي الى ارتفاع عدد الإصابات.

وأوضحت وزارة الصحة اليوم أن "معظم حاملي الفيروس من غير أن تظهر عليهم أعراض لم يعودوا يخضعون لفحوص بي سي آر، ومن المستحيل بالتالي تكوين فكرة محددة للعدد الحقيقي من الأشخاص المصابين". وبات معظم الناس يجرون الفحوص الذاتية في منازلهم، من غير أن تتمكن السلطات الصحية من إحصاء عددهم.

التهافت على الأدوية

وجاءت قرارات الحكومة الصينية بتخفيف الإجراءات بعد موجة احتجاجات شعبية واسعة، شملت مدنًا عدة في البلاد ضد فرض الإغلاق لمنع تفشي الوباء.

وإن كانت المطاعم والمراكز التجارية والمنتزهات أعادت فتح أبوابها، فإن الحركة تبقى خفيفة في شوارع بكين. ويتلقى العديد من سكان العاصمة العلاج في منازلهم فيما يخشى آخرون التقاط الفيروس. وتجد المحلات التجارية صعوبة في مواصلة عملها بسبب إصابة موظفيها. كما يشكو عدد من سكان بكين من نقص في الأدوية المضادة للرشح والحمى.

وأفاد محرك البحث الصيني "بايدو" عن زيادة في عدد عمليات البحث عن كلمة "إيبوبرافين"، وهو دواء مضاد للحمى والإنفلونزا، بنسبة 430% خلال اسبوع.

وبعد التمسك لوقت طويل بسياسة "صفر كوفيد" المتشددة، تبدو الحكومة اليوم مصممة على مواصلة فتح البلد.

غير أن عواقب هذه الموجة من الإصابات قد تكون شديدة على نظام الاستشفاء وخصوصًا في المناطق الأقل تطورًا وقد تؤثر على المسنين الذين لم يتلق الملايين منهم اللقاح الكامل بعد.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close