الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

شريحة إيلون ماسك.. تطور تكنولوجي أم خطة للسيطرة على عقول البشر؟

شريحة إيلون ماسك.. تطور تكنولوجي أم خطة للسيطرة على عقول البشر؟

شارك القصة

الهدف الأم لشركة إيلون ماسك الناشئة تمكين الأشخاص المشلولين من استخدام نشاطهم العصبي مباشرة للتحكم بأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة بسهولة.

بطريقة مدهشة وعلى غرار أفلام الخيال العلمي، تمكّن القرد "بايجر" ذو السنوات التسع؛ من أن يلعب بلعبة الفيديو "بونغ" من دون أي وحدة تحكم غير قوة دماغه وأفكاره، وذلك بفضل شريحة متصلة زرعتها في جمجمته شركة إيلون ماسك الناشئة "نيورالينك".

القرد تحكم باللعبة بعد أن تم زرع جهاز في رأسه في فبراير/ شباط الماضي يحتوي على أسلاك تقوم بقراءة الإشارات العصبية في الدماغ وتحوّلها إلى أوامر. أولًا تعلم القرد التحكم باللعبة باستخدام عصا وتمت مكافأته، ثم تم فصل عصا التحكم وتُرك القرد يتحكم باللعب بعقله فقط.

بدء التجارب البشرية

وشركة "نيورالينك" متخصصة في علوم الأعصاب وأسسها إيلون ماسك في عام 2016 ومقرها سان فرنسيسكو. وقد كشفت عن إنجازها الذي يقرّبها من تحقيق هدفها الأم؛ تمكين الأشخاص المشلولين من استخدام نشاطهم العصبي مباشرة للتحكم بأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة بسهولة.

وتعمل الشركة مع إدارة الغذاء والدواء الأميركية للحصول على موافقة على بدء التجارب البشرية في وقت لاحق من هذا العام.

أما شريحة "نيورالينك" فهي رقاقة مع 3000 قطب كهربائي متصل بخيوط مرنة أرفع من شعرة الإنسان، يمكنها مراقبة نشاط ألف خلية عصبية تُزرع في الدماغ بمساعدة روبوت خاص.

لفايسبوك تجربته أيضًا

ليست هذه هي التجربة الأولى للشركة الناشئة، فقد سبقتها تجربة تم عرضها في أغسطس/ آب 2020 لخنازير زُرع فيها نموذج أوّلي لشريحة لاسلكية بحجم قطعة نقدية صغيرة، تهدف إلى تحقيق علاج الأمراض التي تصيب الإنسان مثل مرض الزهايمر والخرف وإصابات الحبل الشوكي، وذلك بزراعة النوع نفسه من هذه الشرائح.

إلى ذلك، يجري العمل على تطوير أجهزة تفاعلية أخرى بين الدماغ والآلات. وتموّل شركة فايسبوك في هذا الإطار مشروعًا لترجمة نشاط الدماغ إلى كلمات بوساطة خوارزميات، ما يُتيح للأشخاص الذين أُصيبوا بالبكم استعادة النطق.

وأكدت فايسبوك منذ عام 2017 أنها تعمل على تطوير برنامج تحكم باسم الكلمات الصامتة، سيتيح للمستخدم الكتابة مباشرة من الدماغ، وستكون هذه الطريقة أسرع 5 مرات مما يمكن للشخص كتابته على هاتفه حاليًا.

جانب مشرق وتحديات

تعليقًا على ما تقوم به "نيورالينك"، يرى الباحث في الذكاء الاصطناعي مصطفى حمدي أن لهذه التجربة حتى الآن جانب مشرق؛ وهو إمكانية توظيفها بعد ذلك في حالات المرض كالشلل العضوي أو الزهايمر.

ويوضح أن هذا الأمر ليس جديدًا، مشيرًا إلى أن محاولة التواصل مع الإشارات الكهروكيميائية للعقل تعود إلى خمسينيات القرن الماضي. 

ويردف بالقول إنه منذ نحو عشر سنوات تم التحكم بسهولة بروبوتات أو أعضاء آلية من أجل دعم الإنسان، مؤكدًا أن هذه التجارب هي تواصل لأبحاث انطلقت في الخمسينيات.

في المقابل، يعتبر حمدي أن زرع الشريحة في الرأس ستواجهه عدة عقبات؛ بشأن مضاعفاتها النفسية والبيولوجية، وكذلك من حيث أن العقل البشري ـ في نهاية المطاف ـ ليس مجرد إشارات كهروكيميائية يمكن استنباطها بل أعقد من ذلك بكثير.

ويتحدث عن تحديات أخلاقية في ما يتعلق بالتعامل مع نوايا الإنسان وليس أفعاله، وأيضًا في ما يتعلق بامتلاك نسخة من عقل البشر، وكل ما فيها من وعي وخصائص آدمية وتحويلها إلى خوارزميات تُعطى للآلة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي