شلالات من الدم وبحيرة زهرية.. تعرفوا إلى أغرب الأماكن حول العالم
رغم أن العلم تمكن من الكشف عن الكثير من خبايا كوكبنا، إلا أن العديد من الأماكن لا تزال مخيفة للبعض، ومثيرة لفضول الآخرين على اكتشافها.
فمن جزيرة للدمى، إلى شلالات للدم، مرورًا ببحيرة للهياكل العظمية، تتنوّع الأماكن التي قد تبدو "مدهشة" للبعض، ومثيرة للجدل بالنسبة للبعض الآخر.
وانطلاقًا من ذلك، عرض موقع "توب تينز" قائمة بأبرز الأماكن المثيرة للحيرة والأكثر إثارة حول العالم.
جزيرة الدمى في المكسيك
تقع جزيرة الدمى في مكسيكو سيتي، وتمتدّ على مساحة فدان واحد (0.40 هكتارًا)، وتحتوي على ثلاثة أكواخ وآلاف الدمى المشوّهة التي تتدلى من الأشجار. ويزعم السكان المحليون بأنها جزيرة ملعونة.
ولا يمكن الوصول إلى الجزيرة إلا عبر رحلة وسط قنوات سوتشيميلكو المائية التي تبعد ساعتين عن مدينة مكسيكو جنوبًا.
وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أنّ القصة بدأت في الخمسينيات من القرن الماضي، حين عثر جوليان سانتانا باريرا على جثة فتاة صغيرة غارقة في الممر المائي. كما عثر على بعد مسافة منها، على دمية تطفو على سطح المياه.
وقال روجيليو سانشيز سانتانا، "الوصي الحالي على الدمى" وابن أخ باريرا إنّ عمه أصبح على يقين بأن روح الفتاة تملكته، حيث بنى مذبحًا في كوخه المكون من غرفة واحدة على الجزيرة على أمل إرضاء الروح.
وعلى مدى خمسين عامًا، جمع باريرا الدمى وعلّقها على الأشجار في الجزيرة، كوسيلة لحماية نفسه من روح الفتاة. وعام 2001، توفي باريرا بنوبة قلبية في المكان ktsi الذي عثر فيه على جثة الفتاة.
وتحوّل المكان إلى مقبرةٍ للدمى ومزار للسياح مقابل دولارين ونصف.
شلالات الدم في أنتاركتيكا
من الناحية العلمية، هذه الشلالات عبارة عن مياه مالحة ممزوجة بكمية كبيرة من أكسيد الحديد، ما يمنح المياه مظهرًا مشابهًا للدم.
تقع هذه الشلالات بين ضفاف نهر تايلور المتجمّد في هضاب ماكموردو الجافة في أرض فكتوريا شرق القارة القطبية المتجمّدة أنتاركتيكا.
ويعود فضل هذا الاكتشاف إلى الباحث الجيولوجي توماس قريفيث تايلور عام 1911، ومنه أخذ نهر تايلور تسميته.
بحيرة الهياكل العظمية في الهند
تعرف البحيرة رسميًا باسم "بحيرة روبكوند" (Roopkund) في الهند، وتقع على ارتفاع نحو خمسة آلاف متر وسط القمم المغطاة بالثلوج في أعالي جبال الهيمالايا، حيث تمتلئ بآلاف البقايا البشرية من القرن التاسع عندما يذوب الثلج.
في دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" في أغسطس/ آب 2019، ذكر الباحثون أن العظام الموجودة في البحيرة هي لأشخاص من أعمار مختلفة وتعود لبشر من أصول عرقية متنوعة.
وتنوّعت النظريات حول هذه الرفات، منها أنّ وباء اجتاح المنطقة، فأقدم العديد من الأشخاص على الانتحار بشكل جماعي وفقًا للطقوس الدينية الهندية للتخلص من الوباء.
وتشير الأساطير الدينية الهندية إلى أن لعنة السماء أصابت من دنسوا شرف الجبال، فأسقطت عليهم حجارة، بينما تقول نظرية أخرى إنّ بعض الحجاج كانوا يعبرون الوادي للذهاب إلى المناطق المقدسة قبل 1200 عام تقريبًا، فانهالت عليهم الحجارة نتيجة عاصفة جليدية وقتلتهم جميعًا.
رغم أن الحقيقة حول هذه الرفات لا تزال مجهولة، إلا أنّ البحيرة أصبحت بمرور الزمن مزارًا سياحيًا.
بحيرة هيلير في أستراليا
تقع بحيرة هيلير على حافة الجزيرة الوسطى (Middle island)، التي تعدّ أكبر الجزر في أرخبيل ريشيرتش قبالة الساحل الجنوبي لغرب أستراليا.
يبلغ طول البحيرة حوالي 600 متر وعرضها 250 مترًا. وتُحيط بها ضفة رملية وغابة كثيفة من أشجار الكافور.
يكمن سر هذه البحيرة في لونها الزهري، الذي يكتسب أهمية خاصة للسكان الأصليين. وقالت جانيل رينولدز، وهي من السكان الأصليين لشبكة "إيه بي سي" نيوز" إن البحيرة جزء من قصة عصر الحلم "Dreamtime" حول ثعبان عظيم حوّل المياه إلى اللون الزهري.
ولفترة طويلة، كان الاعتقاد السائد أن طحالب "دوناليلا سالينا" التي تصنع الصبغة الحمراء من الملح وتمنح البحيرة اللون الوردي. غير أن بعض الأبحاث الحديثة التي أجريت عام 2022، رجّحت أنّ هذه البحيرة تكتسب لونها الزهري من مزيج من البكتيريا الحمراء والبنفسجية المحبة للملح والطحالب، ولا سيما أن مياهها شديدة الملوحة بنسبة توازي ملوحة البحر الميت، ما يشكل بيئة حاضنة لهذه البكتيريا.
بحر النجوم في جزيرة فادو بالمالديف
يجذب بحر النجوم في جزيرة فادو ملايين السياح سنويًا. وحصل الشاطئ على اسمه لأن الرمال والأمواج تظهر باللون الأزرق في الليل، ما يعطي انطباعًا وكأن السماء ونجومها متمركزة على الشاطئ.
وأظهرت الأبحاث أنّ نوعًا معيّنًا من العوالق النباتية المعروفة باسم "دينوفلاجيلاتس" هي المسؤولة عن التوهّج.
حرّاس القطب الشمالي في فنلندا
في القطب الشمالي بفنلندا، وفي درجة حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، يغمر الجليد الأشجار الطويلة التي تبرز في النهار كأنها لوحة فنية، بينما تبدو في المساء أشباحًا مرعبة.
سالار دي أويوني في بوليفيا
هو أكبر مجمع ملح في العالم يقع في مرتفعات ألتيبلانو جنوب غرب بوليفيا، يمتد على مساحة 10582 كيلومترًا مربعًا.
في الأيام الصافية، تتشكّل طبقة رقيقة من الماء تُغطي مسطّح الملح، ليتحوّل إلى مرآة صافية تعكس السماء. ولذلك يُطلق عليها كثيرون لقب أكبر مرآة في العالم. وتُمثّل ثلث احتياطيات العالم من الليثيوم.
ويُعدّ المسطّح الملحي جنة لمحبّي التصوير باعتباره لوحة طبيعيّة يحلو فيها التقاط الصور الفنية والتذكارية.
بحيرة النطرون في تنزانيا
تقع بحيرة النطرون شمال تنزانيا بالقرب من الحدود مع كينيا. هي بحيرة ضحلة لا يزيد عمقها عن 3 أمتار. تحتوي على مياه قلوية مكوّنة من خليط من الأملاح، وكربونات الصوديوم، وبيكربونات الصوديوم، بالإضافة إلى كميات صغيرة من كلوريد الصوديوم وكبريتات الصوديوم، والمعادن تُعرف باسم "النطرون".
وأشارت الأبحاث إلى أنّ كربونات الصوديوم استخدمها الفراعنة كمركب أساسي في تحنيط جثث موتاهم في الحضارة المصرية القديمة.
وذكرت مجلة "نيو ساينتست" العلمية أنّ درجة قلوية البحيرة تصل إلى 10.5، وهي درجة أعلى بكثير من الرقم الهيدروجيني المحايد الطبيعي للمياه وهو 7. لذلك، بمجرد أن تنغمس بعض الحيوانات في البحيرة ذات درجة القلوية العالية، فإنها تتكلس وتتحجّر متحوّلة إلى تماثيل.