مع استمرار القصف وحرب المجاعة في غزة، تُحاصر درجات الحرارة العالية النازحين في القطاع وسط تحذيرات من زيادة انتشار الحشرات والأوبئة.
وأفاد مراسل "العربي" في رفح صالح الناطور، بأنّ ارتفاع درجات الحرارة يزيد من معاناة قاطني مخيمات النازحين في غزة.
وأضاف أنّ المكوث في الخيام بات أمرًا لا يُطاق مع ارتفاع درجات الحرارة، مردفًا أنّ السلطات الصحية وأجهزة الدفاع المدني في القطاع حذّرت من تداعيات الحرارة المرتفعة على انتشار الحشرات ما يؤدي إلى انتشار العدوى والأوبئة.
غزة تتّجه إلى المجاعة
إلى ذلك، حذّر كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أنّ شمال قطاع غزة ما زال يتّجه نحو المجاعة، مطالبًا بالسماح بدخول كميات أكبر وأكثر تنوعًا من المساعدات للقطاع. ودعا إسرائيل إلى توفير إمكانية الوصول المباشر من ميناء أسدود عبر معبر إيريز.
وإذ أشار إلى "زيادة طفيفة" في الحصول على المساعدات وبعض التقدّم فيما يتعلق بإمكانية الوصول لشمال غزة، أكد سكاو أنّ "هذا ليس كافيًا على الإطلاق".
وأضاف: "نحتاج إلى كميات وتنوّع في البضائع، فما زلنا نتّجه نحو المجاعة" في الشمال.
أطفال يُعانون من سوء التغذية
وأوضح كل من سكاو ومنسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، التي قدّمت إفادة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، أنّه يتعيّن دخول مزيد من المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة لتجنّب المجاعة.
وقالت كاغ لمجلس الأمن: "على سبيل المثال، علاج الأطفال أو النساء الحوامل الذين يعانون من سوء التغذية الحاد لا يتعلّق بالحصول على مزيد من السعرات الحرارية. إنّهم يحتاجون إلى أغذية ومكمّلات لأغراض علاجية بالإضافة إلى رعاية طبية طويلة الأمد".
وتُجري الأمم المتحدة محادثات مع الولايات المتحدة تتعلّق بإقامة رصيف عائم للسماح بتوصيل المساعدات القادمة بحرًا مباشرة من قبرص إلى غزة. لكنّ كلًا من سكاو وكاغ قالا إنّ الوصول البحري ليس بديلًا عن عمليات التسليم البري، التي يجب أن تظلّ محور عمليات الإغاثة.
وقال سكاو: "الهدف هنا هو توصيل أكبر قدر ممكن من الطعام إلى من هم في أمسّ الحاجة إليه، وسنُحاول إيجاد كل السبل لتحقيق ذلك. لكنّنا بحاجة أيضًا إلى أن نبقى مستقلّين إلى حد ما، حتى نتمكّن حقًا من الوصول إلى الجماعات السكانية وتقديم الخدمات بطريقة تتوخّى السلامة والأمان".