يدخل السودان الشهر الثاني من المعارك التواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، من دون أمل بتوقفها في بلد يعد واحدًا من أفقر بلدان العالم، حيث يعيش سكانه في خوف من الجوع الذي يهدد 19 مليون سوداني خلال ستة أشهر بحال استمرار الحرب بحسب الأمم المتحدة.
ويقوض الصراع في السودان الموسم الزراعي، ويزيد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في المرحلة المقبلة، فيما تحث الأمم المتحدة الدول ذات النفوذ في إفريقيا على المساعدة في إنهاء القتال داخل البلاد.
كارثة إنسانية في السودان
ويقول أحد المواطنين السودانيين لـ"العربي": "نحن من دون احتياجاتنا الأساسية ومن دون طعام أو ماء منذ 11 يومًا، فلا يوجد شيء إطلاقًا، ولو أردنا الذهاب إلى المرحاض سنجده مغلقًا".
وأدى القتال إلى لجوء 200 ألف شخص إلى الدول المجاورة ونزوح 700 ألف آخرين داخل السودان، وهو ما تسبب في كارثة إنسانية.
ورغم استئناف المفاوضات من أجل هدنة بين طرفي النزاع في مدينة جدة السعودية، تغيب أي بوادر لوقف نهائي لإطلاق النار بين الجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد دقلو "حميدتي"، بعد أن انفجر الصراع المسلح بينهما في 15 أبريل/ نيسان الماضي.
مرتزقة أفارقة
ولم يتفق الجنرالان حتى الآن سوى على ممرات إنسانية تؤمن إجلاء المدنيين من مناطق القتال، وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية.
لكن ميدانيًا لا تسير الأمور وفق الاتفاق، وسط وجود عدد كبير لا يستهان به من المرتزقة، والذين جاؤوا من مالي والتشاد والنيجر، بعدما استعانت بهم قوات الدعم السريع، بحسب تصريحات الموفد الأممي إلى السودان فولكر بيرتس.
في المقابل، تتكثف قرارات قائد الجيش البرهان بإنهاء خدمة بعض السفراء والمسؤولين، وإحالة ضباط كانوا منتدبين لدى قوات الدعم السريع إلى التقاعد، وإقالة محافظ بنك السودان المركزي، إضافة إلى تجميد الحسابات المصرفية لقوات الدعم السريع، وشركاتها في جميع البنوك وفروعها داخلها البلاد وخارجها.
وقالت الأمم المتحدة يوم الأحد إن الصراع تسبب في مقتل 676 شخصًا على الأقل وإصابة 5576 آخرين، غير أن الحصيلة الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير في ظل ما يرد من تقارير كثيرة تشير إلى فقدان العديد من الأشخاص وترك جثث دون دفن.