أطلقت القوات الصينية صواريخ بالستية "عدة" في المياه المحيطة بتايوان خلال تدريبات عسكرية اليوم الخميس، على ما أعلنت وزارة الدفاع التايوانية التي نددت بما وصفته بأنه "تصرفات طائشة تهدد السلم الإقليمي".
جاء ذلك بينما بدأ جيش التحرير الشعبي الصيني اليوم الخميس، أكبر تدريبات عسكرية في تاريخه حول تايوان، تشمل إطلاق ذخيرة حية في المياه والمجال الجوي المحيط بالجزيرة، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي الصيني.
هجوم قبالة الجزء الشرقي لجزيرة تايوان
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان مقتضب: "أطلق الحزب الشيوعي الصيني دفعات عدة من صواريخ دونغفينغ البالستية في المياه المحيطة بشمال شرق تايوان وشمال غربها اعتبارًا من حوالي الساعة 13:45". ولم يؤكد الجيش التايواني الموقع الدقيق لمكان سقوط الصواريخ أو ما إذا كانت قد حلقت فوق الجزيرة.
وأكد جيش التحرير الشعبي الصيني أيضًا إطلاق صواريخ، حيث قال الكولونيل شي يي المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي للعمليات: إن القوات الصينية شنت "هجومًا بقوة الصواريخ التقليدية متعددة النماذج على مناطق بحرية محددة سلفًا قبالة الجزء الشرقي من جزيرة تايوان".
وأضاف الكولونيل شي أنّ "جميع الصواريخ أصابت الهدف بدقة وجرى اختبار دقة الضربة وموانع دخول المنطقة".
رصد مقذوفات صينية
وعلى جزيرة بينغتان الصينية الواقعة قرب مكان المناورات، تم رصد عدة مقذوفات صغيرة تطلق من قرب منشآت عسكرية وتحلق في السماء مخلفة دخانًا أبيض ودويًا، وفق "فرانس برس".
ومن المقرر أن تنتهي التدريبات، التي تجرى في ستة مواقع، في الساعة 12:00 ظهرًا بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت غرينتش) يوم الأحد.
وجاءت هذه التدريبات في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان الثلاثاء في رحلة أثارت غضب بكين، التي تعتبر الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي تابعة لها.
وتشطر المناطق التي تجرى فيها التدريبات، في الشمال والشرق والجنوب، 12 ميلاً بحريًا هي المياه الإقليمية لتايوان، وهو أمر يقول المسؤولون بالجزيرة إنه: يتحدى النظام الدولي ويصل إلى حد فرض حصار على مجالها البحري والجوي.
BREAKING: China's military conduct long-range live-fire drills targeting designated areas on the eastern part of the Taiwan Strait after Pelosi visit pic.twitter.com/sdXXu3Kktl
— Insider Paper (@TheInsiderPaper) August 4, 2022
وتؤكد بكين أن هذه التدريبات- وكذلك تدريبات أخرى محدودة بدأت في الأيام الأخيرة- هي "إجراء ضروري وشرعي" بعد زيارة بيلوسي.
وقال منغ شيانغ تشينغ، الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني للتلفزيون الصيني الرسمي: إن المواقع تطوق الجزيرة في تشكيل غير مسبوق، ووصف كيف يمكن تنفيذ عملية عسكرية فعلية ضد تايوان.
وأضاف: "في الواقع، يتيح هذا ظروفًا جيدة جدًا لنا عندما نعيد تشكيل المشهد الإستراتيجي في المستقبل بما يؤدي إلى توحيدنا".
وقال: إن القوات الصينية في منطقتين قبالة الساحل الشمالي لتايوان يمكن أن تغلق ميناء كيلونج الرئيسي، بينما يمكن شن ضربات من منطقة شرق تايوان تستهدف القواعد العسكرية في هوالين وتيدونغ.
وفي تصريح لـ "فرانس برس"، قال مصدر عسكري صيني طلب عدم كشف هويته: "إذا اصطدمت القوات التايوانية عمدًا (بالجيش الصيني) وأطلقت رصاصة عرضًا، سيرد (الجيش الصيني) بقوة وسيكون على الجانب التايواني تحمل كل العواقب".
مستعدون للحرب
من جهتها، أكدت القوات المسلحة التايوانية اليوم الخميس، أنها "تستعد للحرب من دون السعي إلى الحرب". وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان: إن "وزارة الدفاع الوطني تؤكد أنها ستلتزم مبدأ الاستعداد للحرب من دون السعي للحرب".
وغادرت بيلوسي تايوان أمس الأربعاء، بعد أقل من 24 ساعة على زيارتها للجزيرة وهي أعلى مسؤول أميركي منتخب يزور تايبيه منذ 25 عامًا.
وكانت الصين قد أعلنت الأربعاء، فرض حظر على أكثر من مئة سلع تصدير تايوانية، وهي تبدو مجرد مقبلات على مائدة الانتقام الصيني من تايوان وفق مراقبين.
#نانسي_بيلوسي تغادر #تايوان وتتركها بجانب واشنطن أمام مرحلة جديدة من الصراع مع #الصين#العربي_اليوم تقرير: دلولة حديدان pic.twitter.com/caDUfW3iR6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 4, 2022
وفي يد بكين أيضًا، تكثيف هجماتها السيبرانية والمعلوماتية وقد بدأت بإغلاق تطبيق التواصل "ويبو" في تايوان، كما أنها يمكن أن تمنع الوصول إلى مواقع أميركية كما فعلت روسيا من قبل، بحسب متابعين.
ورأت صحيفة "واشنطن بوست" أن الأزمة الحقيقية بشأن تايوان ستبدأ بعد عودة رئيسة مجلس النواب لبلادها، فالتأثير الأكبر لزيارة بيلوسي سيستمر على مدى أسابيع وشهور وسنوات ما يرفع من حدة المنافسة بين الصين والولايات المتحدة ويغير العلاقات بينهما إلى الأبد.