أثارت صورة فتاة ترتدي الحجاب خلافًا في أوروبا، بعدما جاءت ـ إلى جانب 17 صورة أخرى ـ ضمن حملة لتعزيز مشاركة المواطنين في مؤتمر مستقبل أوروبا.
واعتبر البرلمان الأوروبي الصورة مثار الجدل "طبيعية وتمثل شريحة من المواطنين الأوروبيين"، وأكد وزير الدولة للشؤون الأوروبية أن الحجاب ليس محظورًا في أوروبا أو فرنسا أو في أي من الدول الـ26 الأخرى.
غير أن صورة الشابة المحجبة أثارت اعتراضات بين اليمين، حيث طالب النائب الفرنسي فرنسوا كزافييه بيلامي، رئيس مجموعة حزب الجمهوريين، بسحبها، منددًا بما أسماه "الخلط الكامل بين الأمور".
ويأتي هذا الجدل بالتزامن مع تصريحات عنصرية لعدد من المرشحين للرئاسة الفرنسية، مثل النائب إريك زمور ومرشحة حزب الجمهوريين المحسوب على وسط اليمين فاليري بيكريس، بتشديد أوامر منع الحجاب والقضاء على مظاهر الإسلام في فرنسا لحماية العلمانية.
Au moins c'est clair. Pour l'Union Européenne, l'avenir c'est le voile ! Voilà où partent nos impôts. J'en ai ras le bol de toute cette propagande islamiste. Ras le bol de ces pseudos féministes qui veulent imposer le voile. Outil de soumission, outil politique et prosélytique. pic.twitter.com/RYLxQBpdGx
— Nicolas Lauron (@LauronNicolas) February 11, 2022
"وقود يحرك الحملة الانتخابية"
ويعتبر الإعلامي والمحلل السياسي مصطفى الطوسة، أن مبادرة البرلمان الأوروبي تعكس أن إشكالية الحجاب لا تطرح على المستوى الأوروبي، بقدر ما تطرح على المستوى الفرنسي.
ويقول في حديث إلى "العربي" من باريس: "لعل الشخصية المنتقدة لهذه الصورة كانت من فرنسا، حيث يعد الحجاب رمزًا ووقودًا سياسيًا يحرك وينمي الحملة الانتخابية الفرنسية".
#فرنسا.. مدرسة محاماة تجبر طالبة مسلمة على خلع الحجاب مقابل أداء القسم pic.twitter.com/uPA3sGH0p1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 12, 2022
ويلفت إلى أن جدلًا كبيرًا كان قد أثير في فرنسا حول لاعبات ارتدين الحجاب عند ممارسة كرة القدم، تدخل فيه عدد كبير من الشخصيات الوزارية، ودار نقاش على مستوى قنوات التلفزيون الإخبارية عمّا إذا كان يحق لهن ارتداء الحجاب خلال ممارسة تلك الرياضة.
وفيما يشدد على أن هذه المادة ملتهبة جدًا في فرنسا في الوقت الطبيعي، يلفت إلى أنها "تكون أكثر التهابًا عندما نعيش حملة انتخابية مسمومة ومسعورة بين اليمين المتطرف، الذي تمثله مارين لوبان وإريك زمور، واليمين الجمهوري الذي تمثله فاليري بيكريس، وأيضًا الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يصبو إلى ولاية ثانية".