استعرضت الصين اليوم الثلاثاء إمكاناتها العسكرية التي تزداد تقدّمًا بما في ذلك طائرات استطلاع مسيّرة، في حين تضع نصب عينيها أراضي متنازعًا عليها من تايوان وصولًا إلى بحر الصين الجنوبي وتخوض تنافسًا مع الولايات المتحدة على الريادة.
وقدم فريق العروض البهلوانية التابع لسلاح الجو الصيني عرض قدراته في أجواء المعرض فيما تفقّد الزوار على المدرج المقاتلات الجديدة والطائرات المسيّرة والمروحيات الهجومية.
ومن بين الإنتاجات المحلية المتطوّرة التي تم الكشف عنها النموذج الأولي للطائرة المسيّرة سي. اتش-6 البالغ طول جناحيها 20,5 مترًا.
والطائرة مصمّمة للمراقبة ويمكن تزويدها بأسلحة لتنفيذ غارات، وفق وكالة جاينز لاستخبارات المصادر المفتوحة.
والطائرة مصمّمة أيضًا للتحليق على ارتفاع عشرة آلاف متر ويمكنها الوصول إلى 15 ألف متر وفق ما صرّح المدير العام لشركة "أيروسبيس سي. اتش يو. ايه. في" المصنعة لها، تشين يونغ مينغ.
وقد أوضح أن المسيّرة بإمكانها التحليق لفترات أطول من المسيرات التي صنعتها سابقًا وتنفيذ مهمات لوقت أطول بفاعلية أكبر من دون أي حدود زمنية.
كذلك عرضت الطائرة المسيّرة "دبليو.زد-7" المعدّة للتحليق على ارتفاع شاهق والمخصصة للاستطلاع والمراقبة البحرية، كما عرضت المقاتلة جاي-16.دي القادرة على التشويش على المعدات الإلكترونية.
توقيت العرض
وهاتان الطائرتان موضوعتان في الخدمة ويستخدمها سلاح الجو الصيني، وفق الإعلام الرسمي.
وقال المحلّل العسكري سونغ تشونغ بينغ إن هاتين الطائرتين "ستضطلعان بدور كبير في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي".
ويأتي تنظيم فعاليات معرض تشوهاي الجوي جنوبي البلاد في وقت تسعى فيه بكين للتقيّد بالجدول الزمني لإعادة تجهيز جيشها للحروب الحديثة بحلول عام 2035.
وما زالت الصين متأخرة عن الولايات المتحدة على صعيدي التقنية والاستثمار في ترسانتها العسكرية، إلا أن خبراء يقولون إن بكين بدأت تعوّض تأخرها هذا.
وهذا العام خلص تقرير استخباري أميركي إلى أن تنامي النفوذ الصيني هو أحد أكبر التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة.
وتعتبر الصين أن بحر الصين الجنوبي بغالبيته يقع ضمن سيادتها وهي تخوض نزاعًا على هذا الصعيد مع دول أخرى، كما تعتبر أن جزيرة تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي هي جزء لا يتجزّأ من أراضيها.
وفي عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وقّعت الولايات المتحدة صفقات بيع أسلحة لتايوان بقيمة 18 مليار دولار، بما فيها منصّات صواريخ متطوّرة، ما أثار غضب بكين.
مورّد بديل للطائرات المسيّرة
وقال الخبير في وكالة جاينز كيلفن وونغ إن الصين تطرح نفسها موردًا بديلًا للطائرات المسيّرة المتطوّرة والأقل كلفة.
وأضاف أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تتردد في توفير معدّات كهذه لدول غير منضوية في شراكة معها.
وتُستخدم الطائرات الصينية المسيّرة في مهمات قتالية في الشرق الأوسط، وهي تباع أيضًا لجهات في مناطق أخرى.
وقال خبير الشؤون الدفاعية الصينية في جامعة نانيانغ للتكنولوجيا جيمس تشار في سنغافورة إن المقاتلة جاي-16.دي تعزّز قدرات جيش التحرير الشعبي.
وجناحا المقاتلة مجهّزان بمعدات قادرة على تعطيل التجهيزات الإلكترونية للعدو، ويشبّهها كثر بالمقاتلة الأميركية اي-ايه-18جي غراولر.
وقال تشار إن هذه المقاتلة "تمنح الجيش الصيني أفضلية على صعيد خوض الحروب الإلكترونية الجوية على أهداف تمتلك قدرات دفاع جوي كبيرة".
في العام الماضي أُرجئ معرض تشوهاي الجوي الذي ينظّم عادة كل عامين، بسبب جائحة كوفيد-19، وتجري فعالياته هذا العام أمام حضور محلي بغالبيته بسبب الحجر الصحي والقيود المفروضة على السفر.