طالبان تطلق سراح صحافيين تابعين للأمم المتحدة بعد اعتقالهما لساعات
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس الجمعة، أنه قد تم الإفراج عن صحافيَين أجنبيَين يعملان لحسابها في إطار مهمة في أفغانستان بعد أن كانا أوقِفا في كابل.
وكانت المفوضية قد أعلنت في وقت مبكر من يوم أمس على تويتر أنه قد تم توقيفهما، ومواطنين أفغانيين آخرين يعملان معهما في كابل. وهي تفعل كل ما في وسعها لحل هذه المشكلة بالتنسيق مع جهات أخرى.
ومن بين الصحافيَين المراسل السابق في "بي. بي. سي" أندرو نورث، الذي غطى الحرب في أفغانستان قبل عقدين، والذي يسافر بانتظام إلى هذا البلد.
لا يحملان تراخيص
وأصدرت المفوضية بعد تحرير الصحافيين بيانًا من جنيف قالت فيه: "يمكننا التأكيد أنه تم الإفراج عن الصحافيين اللذين يؤديان مهمة مع مفوضية اللاجئين وعن الأفغان العاملين معهما". وعبرت عن "ارتياحها" للإفراج عنهما، دون أن تحدد مدة احتجازهما.
وأضافت المفوضية: "نحن ممتنون لكل من أعرب عن قلقه وعرض المساعدة. وسنبقى ملتزمين حيال الشعب الأفغاني".
من جهته كان المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد قد أكد في وقت متأخر، أمس الجمعة أن المسألة وجدت طريقها إلى الحل.
وأوضح أن "المواطنين الأجنبيين اللذين عرّفا عن نفسيهما بأنهما ينتميان إلى منظمة دولية، احتُجِزا لعدم حيازتهما بطاقات هوية أو تراخيص أو الوثائق اللازمة".
وأضاف مجاهد على تويتر: "كانا في حالة جيدة وعلى اتصال بعائلتيهما. وبعد التعرف إليهما، أطلق سراحهما".
أهمية التوقيت
وجاءت عملية الاعتقال في وقت وضع المجتمع الدولي احترام حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق المرأة، شرطًا مسبقًا لاستئناف محتمل للمساعدات الدولية التي مثلت نحو 75% من ميزانية أفغانستان، في ظل تجميد أصول أفغانية في الخارج بقيمة 9,5 مليارات دولار.
وجراء ذلك غرقت البلاد في أزمة إنسانية عميقة. وصار أكثر من نصف 38 مليون أفغاني مهددين بالمجاعة، وفق الأمم المتحدة.
كما أتى الاعتقال غداة زيارة وفد بريطاني لكابل. حيث التقى رئيس البعثة البريطانية في أفغانستان هوغو شورتر المقيم حاليًا في قطر، الخميس، وزيرَ الشؤون الخارجية أمير خان متقي. وكان الاجتماع فرصة لمناقشة الأزمة الإنسانية وقضية حقوق الإنسان مع قادة طالبان، بحسب شورتر.
انعكاس مؤسف
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اعتبرت "لجنة حماية الصحافيين" أن اعتقال الصحافيين الأجنبيين مثّل "انعكاسًا مؤسفًا للانحدار العام في حرية الصحافة والهجمات المتزايدة على الصحافيين في ظل نظام طالبان".
ووفق تقرير نشرته منظمة "مراسلون بلا حدود" في مطلع فبراير/ شباط، تعد الصحافة المحلية أبرز المتضررين بعد تولي طالبان زمام الحكم خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، حيث استجوبت أو اعتقلت الشرطة وأجهزة المخابرات أكثر من 50 إعلاميًا أفغانيًا.
وبحسب المنظمة غير الحكومية، استمرت تلك الاعتقالات المصحوبة بأعمال عنف، من بضع ساعات إلى نحو أسبوع.